النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    الصورة الرمزية احمد ابراهيم
    احمد ابراهيم غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    8,385

    افتراضي المعادلة الصعبة في حياة المسلم

    بسم الله الرحمن الرحيم



    قلة من الناس هم الذين يستطيعون إخفاء همومهم ومشكلاتهم , والأقل هم الذين يستطيعون الصبر

    على الألم والبلاء ومصائب الدنيا , فما أكثر الذين يشتكون من النسيم إذا مسَّ أثوابهم , وما أكثر

    الذين لا يطيقون أذى ساعة أو مرض يوم , وما أكثر الذين يثرثرون في كل وقت لكل من يلقون

    بمعاناتهم وآلامهم وأمراضهم وقد تزور أحد هؤلاء فما أن تجلس إليه حتى يروي لك تاريخ

    أمراضه , ويستعرض معك أدويته , ويفتح لك ملفات معاناته , فتتركه وأنت تشعر

    بالمرض والأسى , وكنت دخلت عليه سليما معافى !!

    والأسوأ من هؤلاء جميعا هم هؤلاء الذين يبالغون في وصف آلامهم ويسرفون في إظهار أحزانهم

    ويضخمون معاناتهم استدرارا لعطف الآخرين عليهم , وكسب مودتهم , وهذا من أوضع الأثمان

    التي تقدم لكسب العطف والمودة .

    أصبح الصبر في هذا العصر عملة نادرة حين أصبحت التقوى زينة يتجمل بها بعض الناس لا إيمانا

    ينعكس على العمل والسلوك .

    ومن هنا ربط الله سبحانه وتعالى الصبر بالتقوى , فلا يصبر بحق إلا تقي بحق , فالتقوى تعلم الصبر

    والصبر ثمرة من ثمار التقوى , فكان ذلك عند الله سبحانه وتعالى من عزم الأمور كما جاء في

    الآية ( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) [ سورة آل عمران : 186 ]

    فتتشكل بهذه الآية تلك المعادلة الإيمانية الصعبة في حياة المسلم المعاصر :

    تقوى + صبر = عزم الأمور .

    وتندرج تحت هذه المعادلة القرآنية عشرات الأحاديث النبوية التي تؤكد حقيقتها , أحاديث لو أدركها

    المسلمون وعملوا بها لما اشتكى مخلوق من أذى أو مصيبة أو مشكلة , يقول رسول الله

    صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله عز وجل إذا ابتليت عبدي ببلاء فصبر , ولم يشكني إلى عواده

    أبدلته لحماً خيرا من لحمه , ودماً خيرا من دمه , فإذا أبرأته أبرأته , وإذا توفيته فإلى رحمتي )

    [ أخرجه مالك في الموطأ ] .

    وقال داود عليه السلام : يا رب ما جزاء الحزين الذي يصبر على المصائب ابتغاء مرضاتك ؟

    قال جزاؤه أن ألبسه لباس الإيمان فلا أنزعه منه أبدا وقال تعالى من فوق سبع سماوات :

    ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) [ سورة الزمر : 10 ] .

    وقال داود لسليمان عليهما السلام : يستدل على تقوى المؤمن بثلاث : حسن التوكل فيما لم ينل ,

    وحسن الرضا فيما قد نال , وحسن الصبر فيما قد فات .

    وقال نبينا صلى الله عليه وسلم : ( من إجلال الله ومعرفة حقه ألا تشكو وجعك ولا تذكر مصيبتك )

    وجاء في أخبار السلف أن امرأة عثرت فانقطع ظفرها فضحكت , فقيل لها : أما تجدين الوجع ؟!

    قال أحد الصالحين : الصبر الجميل هو ألا يعرف صاحب المصيبة من غيره , ولا يخرجه من حد

    الصابرين توجع القلب ولا فيضان العين بالدمع , إذ يكون من جميع الحاضرين لأجل الموت

    وساء , ولأن البكاء توجع القلب على الميت , فإن ذلك مقتضى البشرية , ولا يفارق الإنسان

    إلى الموت , ولذلك لما مات إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم فاضت عيناه , فقيل له :

    نهيتنا عن هذا ؟ فقال : ( إن هذه رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) .

    وأوحى الله إلى أحد أنبيائه ( إذا أنزلت بك بلية فلا تشكني إلى خلقي واشكُ إليَّ كما لا أشكوك

    إلى ملائكتي إذا صعدت فضائحك ومساؤئك ) .

    عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما تجرع عبد قط جرعتين أحب إلى الله من جرعة غيظ

    ردها بحلم , وجرعة مصيبة يصبر لها الرجل , وما خطا عبد خطوتين أحب إلى الله تعالى من خطوة

    إلى صلاة الفريضة , وخطوة إلى صلة الرحم ) [ ابن ماجة بإسناد جيد ] .

    وما أجمل هذا الحديث الشريف وأعظمه الذي يجمع كل الخصال الحسان التي يحتاجها المسلم

    في حياته اليومية .

    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أحوجنا إلى هذا الحديث , ولو عملنا بما جاء فيه وحده

    لفككنا عقدة المعادلة الصعبة في حياتنا المعاصرة !


  2. #2
    الصورة الرمزية سمسم
    سمسم غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    9,662

    افتراضي

    جزاك الله خيرا


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17