تعاني العائلة والأسرة العربية من مشكلة تهدد المجتمع والأجيال، وليس فقط الأسرة او العائلة، وهي مشكلة التفكك الأسري، وعيش كل فرد في الاسرة وكأنه في جزيرة منعزلة،


فلا يجتمع افراد العائلة الا نادرا، ويعيشون تحت سقف واحد ولا يلتقون غير بمحض الصدفة، وللأسف هذا التفكك الاسري الرهيب يهدد سلامة المجتمع بأسره، ويعرض الأسرة والعائلة لمخاطر كبيرة.

ولذلك تعرفوا على اهم الطرق والوسائل التي تساعد في علاج التفكك الاسري داخل العائلة والاسرة:
1- في البداية يجب ان يعلم الأم والأب ان المسؤولية الاكبر تقع على عاتقهم في لم شمل العائلة والوقوف في وجه التفكك الاسري، فعلى الأب والأم ان يدركا انهم تزوجا حتى يبنيا اسرة وعائلة، وهذه الاسرة لها حقوق عليهما يجب ان يوفراها على اكمل وجه، واول هذه الحقوق هي الحفاظ على الروابط الأسرية، وتنحية المشاكل الزوجية الموجودة بينهما جانبا، والتي تعد اهم الأسباب في التفكك الاسري داخل العائلة، حتى يستطيع الأب والأم العبور بمركب الأسرة بأمان والفرار بها من عاصفة التفكك الاسري .


2- من المهم ان يكون الاب والأم في حالة يقظة دائمة لعلامات التفكك الأسري التي تطرأ على العائلة، حتى يستطيعا ان يتفاديا تفاقم هذا التفكك وتدمير الأسرة، فتدارك التفكك الأسري في بدايته يساعد كثيرا في حله وتخطيه، خاصة ان هذا التفكك لا يأتي دفعة واحدة، انما يكون تدريجي ولكن تدرج سريع .

3- من اهم الأمور التي تساعد على مواجهة التفكك الاسري هي وجود مواعيد ثابتة ومقدسة يلتقي فيها افراد العائلة كلهم، مثل: مواعيد الطعام، او يوم العطلة، ويجب ان يحرص الأب والأم على اجتماع كافة افراد الأسرة في هذه المواعيد، كما يجب ان يحرص الجميع على ان يكون جو الالفة والمودة والمرح هو السائد في اجتماعات الأسرة، فالجو الأسري الدافئ هو السلاح الخارق لمواجهة التفكك الاسري .

4- من اكبر المشاكل التي تواجه الاسرة وتهددها بالتفكك الاسري هي افتقار العائلة للغة الحوار، فتكون صيغة الأمر هي المستخدمة بين الأب والأم الى الأبناء، وكذلك من الزوج الى الزوجة، فلا يجد الأبناء مفر سوى عدم الانصياع لهذه الأوامر، ولا تجد الزوجة مفر سوى نشوب مشكلة بينها وبين الزوج لعدم رغبتها في تنفيذ الأمر، ولذلك لا يوجد حل افضل من لغة الحوار التي تسود بين جميع افراد العائلة، فهي الحل الأمثل لمواجهة التفكك الاسري، وتجنب العديد من المشاكل داخل الاسرة .

5- من القواعد الأساسية التي تبنى عليها الاسرة هي المشاركة، وعندما تفتقد الاسرة لهذه المشاركة يحدث خلل كبير في نظام الأسرة، ويبدأ التفكك الأسري في قرع ابواب العائلة، ومن هنا يجب ان تحافظ الاسرة على مبدأ المشاركة، ويقع عبء تحثيث هذا المبدأ على كافة افراد العائلة من أب وأم وأبناء، وهذه المشاركة لا يجب ان تكون مشاركة مادية فقط؛ فالأهم هو وجود نوع من المشاركة المعنوية والنفسية بين افراد الاسرة، مثل: تقديم الأب والأم الدعم النفسي والمشاركة المعنوية لأبنائهم الذين يمرون بلحظات حرجة، وكذلك ان يشعر الأبناء بمعاناة الأب والأم، ويحاولوا ان يخففوا عنهم ويدعموهم، هذا الجو الذي يسوده المشاركة لا يمكن ان يجد التفكك الاسري مكان له فيه .