يشكو أولياء الأمور من عدم رغبة الأطفال والمراهقين فى الالتزام بالمذاكرة ومتابعة دروسهم، أو قلق أبنائهم الزائد فى فترة الامتحانات.

وتقول آية العزب، الاستشارى الأسرى والتربوى، تنعكس فترة الامتحانات بتوتر شديد فى المنزل على الوالدين مما قد يسبب قيامهم بتصرفات خاطئة لحمل الطلاب على المذاكرة، كالضرب المهين، والتهديد السلبى، والحرمان المفرط، مما قد يؤدى لنتيجة عكسية وتنمية سلوك العند، وعدم الاهتمام.

وتكمل آية، فى المرحلة الابتدائية يشكو الوالدين من انشغال طفلهم باللعب المفرط أيام الامتحانات، فيهرب من توتر وروتينية الدراسة إلى متعة اللعب، وذلك يرجع لعدم وصول إدراكه إلى أهمية الدراسة الحقيقية، فالمدرسة بالنسبة له مكان يجتمع بزملائه ويشاركهم اللعب فى الفسحة.

وهنا ينبغى عليهم استخدام أسلوب الثواب والعقاب ويجب أن يتناسب الثواب والعقاب بشكل محفز ومؤثر، فتزيد مكافأتهم له على قدر التزامه فى الوقت والمقدار الذى يحددانه، وعقابه بشكل صارم وحازم عند التهاون فى ما ألزموه به، والاتفاق هنا أساسى بين الوالدين لأن اختلافهما سيجعل الطالب يتهاون فى إطاعة أوامرهما.

أما فى مرحلة الإعدادية والثانوية، تبدأ المراهقة بتوترها، وأول ما يتأثر فى حياة المراهق فى ذلك السن هو دراسته، الولد ينشغل عن الدراسة بالاهتمام بتكوين صداقات يقوم هو باختيارها فالرفقاء هنا يكونوا بداية تمرده وانفصاله عن والديه ويكونوا غالبا من نفس المدرسة، أما بالنسبة للبنت فينكب اهتمامها على نفسها، حيث بداية التغيرات الفسيولوجية وإحساسها بأنها أصبحت أنثى، فتبدأ فى المقارنة بين نفسها وبين أقرانها وتنشغل بتفاصيلها لكى تظهر فى أفضل صورة أمام الجنس الآخر.

وتنصح آية: ينبغى على الأبوين فى تلك المرحلة أن يتقبلوا ذلك التغيير بصدر رحب، فيقومون بالتحدث مع ابنهم، أو ابنتهم المراهقين بمناقشتهم على أنهم أشخاص ناضجين.

وسؤال المراهق هنا ماذا يريد من حياته، وماذا يريد أن يحقق كهدف فيها، وتركة لكى يجيب على نفسه، ونساعده فى توجيه طاقاته ورغبته فى التمرد إلى التفكير بعقلانية وترتيب أولوياته وتحديد هدف مميز لنفسه.

ومن علامات حدوث هذا أنه سيحب التحدث إلى الأقرب له فى والدية عن ما يريد وقد يلاحظ أن أفكاره ستكون مشتتة، وهنا يأتى دور الوالد والوالدة فى مساعدته وتوجيهه بعد تحديد الهدف المراد تحقيقه بإدراك ميوله واهتماماته ويراعى أخذها على محمل الجد والإيمان بقدراته لأن ذلك سينتقل له وسيقوم بتحفيزه وعندها يمكن بسهولة استغلال تلك الرغبة القوية فى تحفيزه للاهتمام بدراسته والوصول لهدفه.

وتشير: الوالدين بمرونتهما واتساع وعيهما لإدراك التغير الذى يحدث ويؤثر على أولادهم اجتماعيا ووجدانيا، يجعلهما فى استعداد دائم لاحتوائهم فى فترة حساسة ومؤثرة كفترة الامتحانات.