أبلغ أولكسندر تيرتشينوف القائم بعمل رئيس أوكرانيا مواطني المناطق الشرقية التي تشهد انتفاضة موالية لروسيا بأنهم سيواجهون كارثة اذا صوتوا "بنعم" في استفتاء مزمع على الانفصال غدا الأحد.

وقد يحدد التصويت -الذي يجري دون وجود رقابة واضحة على صحة أوراق الاقتراع أو قوائم الناخبين- ما إذا كانت حكومة كييف المدعومة من الغرب والمناطق الشرقية الموالية لروسيا ستتوصلان إلى تسوية أو ما إذا كانت أوكرانيا ستنزلق إلى حرب أهلية.
وتصاعدت حدة العنف في منطقتي دونيتسك ولوهانسك اللتين سيجرى فيهما التصويت.

وقال تيرتشينوف على صفحته على الانترنت اليوم السبت "يحدث ارهاب مروع بدعم قطاع كبير من السكان المحليين..انها مشكلة معقدة عندما ينخدع الناس بدعاية (روسية) تؤيد ارهابيين."

ويقول الانفصاليون انهم يدافعون عن أنفسهم ضد حكومة أوكرانية يعتبرونها "فاشية" ومناهضة لروسيا. وتتهم أوكرانيا بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بزعزعة استقرارها وهو اتهام تنفيه موسكو.

وقالت ألمانيا وفرنسا انهما ستدعمان فرض عقوبات أشد صرامة على روسيا من قطاع الطاقة إلى الخدمات المالية إذا أعاق التمرد الذي يرون انه من تدبير موسكو الانتخابات الرئاسية المقررة في أوكرانيا في 25 مايو والتي تهدف إلى استقرار البلاد.
وسيمثل ذلك تصعيدا إضافيا لاسوأ أزمة بالفعل بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.

وحث تيرتشينوف المناطق الشرقية على رفض "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي أعلنها الانفصاليون الناطقون بالروسية والذين يسيطرون على عدد من المدن في أعقاب الاشتباكات والاضطرابات المستمرة منذ أسابيع.

وناشد القوى السياسية في شرق أوكرانيا الانضمام إلى محادثات "حول مائدة مستديرة" بشأن المزيد من الحكم الذاتي. ولكن في إشارة للمقاتلين الذين احتلوا مبان للشرطة والحكومة قال تيرتشينوف انه لا يمكن مشاركة "الارهابيين".

وقال تيرتشينوف على موقعه الالكتروني إن الانفصال عن أوكرانيا "سيكون خطوة نحو الهاوية لهذه المناطق". وأضاف "المؤيدون للحكم الذاتي لا يفهمون انه سيعني الدمار التام للاقتصاد والبرامج الاجتماعية والحياة بوجه عام بالنسبة لاغلبية السكان في هذه المناطق."

وسيكون انفصال دونيتسك ولوهانسك -وهما الحزام المنتج للفحم والحديد الذي يمثل 16 في المئة من الانتاج الاقتصادي لأوكرانيا- ضربة ثانية ساحقة لكييف. وكانت روسيا ضمت منطقة القرم الأوكرانية في مارس اذار بعد وقت قصير من الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو في احتجاجات شعبية.وفي سلافيانسك اقوى معقل للانفصاليين أغلقت الطرق بحواجز من الإطارات والأثاث والحديد الخردة.

وقالت لاريسا افانوفنا التي كانت تقف في السوق الرئيسي في سلافيانسك "لا يمكننا العيش في بلد مع قتلة مثل تيرتشينوف."
وعلى مدى ساعتين ظلت ليودميلا (28 عاما) العاطلة عن العمل تنتظر قدوم حافلة لم تكن واثقة من انها ستأتي بسبب الحواجز المقامة على الطرق.

وتساءلت "انظروا إلى هذا المكان. كل شيء متعطل أو مغلق تماما. كيف يمكن أن نساعد أنفسنا بأنفسنا؟" وأضافت "عليهم أن يجلسوا ويتوصلوا إلى تسوية حتى يمكننا العيش في أوكرانيا موحدة."

وقال رئيس بلدية سلافيانسك الموالي لروسيا فياشيسلاف بونوماريوف في مؤتمر صحفي انه يتوقع ان تصل نسبة الاقبال على التصويت 100 %. ووصف القائم بعمل رئيس أوكرانيا وحكومته بانهم "عصابة".

وفي مدينة ماريوبول الساحلية قتل ما بين سبعة و 20 شخصا امس الجمعة عندما دخلت قوات أوكرانية المدينة وخاضت قتالا مع مسلحين من المدينة للسيطرة على مقر الشرطة.

وقامت مجموعة من الموالين لروسيا اليوم السبت يضعون خوذات على رؤوسهم ويحمل بعضهم هراوات بإقامة حواجز على الطرق من الاطارات وصناديق القمامة. وكان الدخان ما زال ينبعث من مبنى الادارة المحلية الذي احترق جزئيا. ولا تزال القوات الأوكرانية ترابط على مشارف البلدة.

وظهر في تسجيل مصور على موقع يوتيوب سيارة مدرعة استولى عليها الانفصاليون وهي تحترق وسط سماع دوي انفجارات.

وفي مدينة دونيتسك افرج الانفصاليون عن عدد من العاملين في الصليب الأحمر بعد احتجازهم لسبع ساعات. وقال مسئول من الصليب الأحمر في كييف إن أحدهم تعرض للضرب.