ترجع اضطرابات النطق لدى الأطفال ضعاف السمع إلى العديد من العوامل مثل ضعف القدرة السمعية أو ضعف التمييز السمعى والبصرى أو خلل أعضاء النطق أو عوامل نفسية واجتماعية.

تقول دكتورة ولاء كرم الازمازى أستاذ ومحاضر البرامج التربية الخاصة، تؤثر الإعاقة السمعية على معظم جوانب النطق والكلام والتطور الطبيعى لهما، وهناك بعض الأطفال المعاقين سمعياً بغض النظر عن درجة فقدانهم للسمع يظهرون كلاماً ونطقاً مفهوماً والكثير لا يظهرون، وتكون الأخطاء الكلامية الرئيسية واضحة بالنسبة لهؤلاء الأطفال، ويستمر الوضوح إلى أن يكون مبهماً، وأكثر من نصف الأطفال المعاقين سمعياً فى مرحلة الدراسة فى أمريكا وكندا يكونون بحاجة إلى بعض أشكال التعلم للكلام، وتعكس هذه الاحتياجات أهمية توفير متخصصين لفحص كفاءة وكمية التدريب على الكلام للأطفال المعاقين سمعياً.

وتضيف أن السمع الطبيعى ضرورى لاكتساب أصوات أى لغة منطوقة، لذلك فإن ضعاف السمع عادة ما يكون لديهم قصور فى النظام الصوتى لنطق أصوات الحروف.

فحدوث الضعف السمعى يقلل من قدرة الطفل على إدراك أصوات الكلام المختلفة التى تعد ضرورية لفهم اللغة الطبيعية وتردد الكلام، والإيماءات، ويؤدّى إلى الصعوبة فى التمييّز بين أصوات الكلام، ويترتب على ذلك الإنتاج الخاطئ لأصوات الكلام ومقاطع النطق الخاطئة.

وكلما انخفضت درجة السمع لدى الفرد قلت قدرته على الانتباه السمعى لنطق الكلمات الصحيحة، وبالتالى يؤدى ذلك إلى ضعف الذاكرة السمعية, وينعكس ذلك على مستوى النطق، فإن اضطرابات النطق قد تنتج عن نقص التغذية الراجعة لدى الطفل ضعيف السمع, حيث إنه لا يستطيع سماع الأصوات التى يحدثها، وبالتالى فالدائرة غير مكتملة بينه وبين الآخرين.

وتؤكد أن نوع الفقد السمعى يؤثر على درجة اضطراب النطق لدى الفرد، ففقد السمع التوصيلى يكون أقل تأثيراً على درجة الاضطراب خاصة مع استخدام السماعات الطبية، أما فقد السمع الحس- عصبى يكون أكثر تأثيراً على اضطرابات النطق من النوع السابق، وكذلك فقد السمع المختلط فيكون أشد تأثيراً على درجة اضطراب النطق من النوعين السابقين.

وعليه فإن ضعف القدرة السمعية يمكن أن يؤدى إلى عدم الكفاءة فى نطق أصوات مخارج الحروف، ويمكن أن نطلق عليها اضطرابات النطق، وتختلف تلك الاضطرابات من طفل لآخر، وذلك حسب شدة الإصابة وعمر الطفل عند الإصابة.