على عتبة ضعفنا يستقر تواجدهم دائما، على خلفية صور مستشفياتنا الفقيرة، نصبوا صور مستشفياتهم الفاخرة وعلاجهم الجاهز دائما بسهولة وبسرعة وبسعر رخيص كما يدعون، أبواب التطبيع تغلق فى وجوههم فيفتحون بابا جديدا يمر على أحلام المرضى، بكلمات معسولة تغازل الأحلام فوق آهات الوجع بدأت إسرائيل أحدث خطواتها للتطبيع فى موقع جديد باللغة العربية تحت عنوان "علاج" تابع لمركز يدعى "منور" وشعاره "عنوان السياحة العلاجية فى إسرائيل".

"أولوياتنا هى راحة المريض وعائلته طيلة فترة زيارتهم إلى إسرائيل، ونحن نتفهم الصعوبات الإنسانية والضغوطات النفسية التى قد تواجه المريض وعائلته المرافقة خلال فترة العلاج والنقاهة، لذلك نكون متواجدين، لتقديم المساعدة والدعم المعنوى والاستشارة الطبية فى أثناء تلك الفترة الحساسة"، هذه عينة من الأساليب التى يطرحها الموقع لإقناع العرب بسهولة الدخول إلى إسرائيل وتلقى العلاج بها، كما يؤكد أن الرد على طلبات السفر يأتى فى غضون يومين، وأنه يعتبر عملية سهلة للغاية.

الغريب أيضا بالنسبة للمركز الذى يفتح أبواب إسرائيل على مصراعيها أنه يستخدم فى صفحته على فيس بوك دعايا تعتمد على الدين الإسلامى، وفى ذكرى المولد النبوى كتبوا: "من إدارة مركز منور الطبى وموقع علاج نهنئ الأمة الإسلامية بالذكرى العطرة لمولد النبى المجتبى والحبيب المصطفى، سيد الأولين والآخرين، حشرنا جميعا فى زمرته وأوردنا حوضه ورزقنا محبته وشفاعته".

المركز الرئيسى لمنور يقع مقره فى تل أبيب، ويقول عبر موقعه "تطور الطب والتقنيات فى المستشفيات الإسرائيلية إضافة إلى الأمان والأسعار المعقولة جعلها من الدول الرائدة فى الدرجة الأولى فى استقطاب المرضى الأجانب"، ورغم ذلك يحاول التواصل مع المسلمين بقدر الإمكان حينما يذكر كلمات مثل "إن شاء الله" عقب التحدث عن تحقيق الشفاء وغيره.

الرقم الوحيد الذى يمكن أن يوضح مدى الإقبال على المركز هو عدد المعجبين بصفحته على "فيس بوك" وهو "25 ألف" معجب.

حاول "اليوم السابع" التواصل مع المركز، وطرح أسئلة تتعلق بتبعيته للدولة الإسرائيلية، وهل توجد أهداف سياسية له، وقال الدكتور وجدى المتانى، رئيس فرع الشرق الأوسط للمركز، لـ"اليوم السابع": إن المركز هو الأكبر فى إسرائيل، وأنه مؤسسة خاصة وغير حكومية ويتمتع بسمعة طيبة وأقدمية تمتد إلى سنين كثيرة.

وعلى الرغم من إجابة "المتانى" فإن المستشفيات التى يتواصل معها المركز توضح أكثر تبعيته للدولة الإسرائيلية فهو يسمح بالعلاج فى مستشفى شيبا، التى تم تأسيسها فى البداية كمستشفى عسكرى ثم تحولت عقب خمس سنوات كاملة لاستقبال المدنيين، والمركز الطبى مئير الذى يعتبر مركزا حكوميا تأسس عام 1956، والمركز الطبى شنايدر للأطفال والذى يأتى تعريفه "المركز الطبى لإسرائيل"، وعدد مختلف آخر من المراكز والمستشفيات التى يتبع معظمها الكيان الصهيونى.

وتابع "رئيس فرع الشرق الأوسط" مدعيا أنهم لا يحاولون العمل بالسياسة، وأنهم قاموا بعلاج آلاف الزبائن وعادوا الآن إلى بلادهم سعداء، نافيا عن أنفسهم أى محاولات إلى التطبيع قائلا، "نحن لا نصور نفسنا كحلقة للتطبيع فالمرض لا جنسية ولا قومية له والهدف الأساسى هو العلاج الطبى النوعى"، هذا على الرغم من محاولاتهم رسم صورة لإسرائيل على أنها الدولة الأولى فى تقديم الخدمات الطبية وأنها تفتح أبوابها للجميع وتوجه الموقع الواضح نحو العرب وباللغة العربية.

وبينما يستعمل المركز تأكيدات خصوصية الرحلة وسريتها للراغبين فيها قام بنشر صورة لطفل عربى أثناء تلقيه العلاج لديهم عبر صفحة فيس بوك الخاصة بالمركز، كما يؤكد أن المركز يظل على اتصال بالعملاء عقب انتهاء رحلتهم إلى إسرائيل.