كشف رالف بيترز الضابط السابق بالاستخبارات الأمريكية النقاب عن مخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضم 15 دولة لاستعادة الإمبراطورية الروسية القديمة.

ونوه الجنرال الأمريكى المتقاعد - في مقال أوردته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية اليوم "الأثنين" - إلى أن أكثر المواضيع التي يساء فهم بوتين بها، هي إنه على الرغم من سعيه للبحث عن الصورة القديمة التي اختفت للقوة السوفيتية، فهو يدرك جيدا أن الشيوعية لم تنجح، كما أنه لا يتوقع أن يتم إعادة تأسيس هيمنة الاتحاد السوفيتي على النصف الشرقي في أوروبا"على قدر ما يرحب بذلك".

وأوضح أن أيديولوجية بوتين هي القومية، النظام الوحيد الذي أودى بحياة العديد من البشر مثل الماركسية، مشيرا إلى حديث الرئيس الأمريكي باراك عندما عندما وصف بوتين بأنه "ليس لديه ايديولوجية"، ووصف ذلك المشهد قائلا "أوباما يتحدث و بوتين ينفذ".

وشدد على أنه علينا ألا نخطئ، بوتين يعتقد حقا انه له الحق في ضم أوكرانيا والأكثر من ذلك، ومن وجهة نظره، العواصم المستقلة من وارسو إلى بيشكيك هي جزء لا يتجزأ من الإمبراطورية الروسية، موضحا انه يعتبرهم الممتلكات المسروقة من صاحبها الشرعي "موسكو".

ورأى الجنرال الأمريكي أن عقيدة بوتين تعطي موسكو الحق، من وجهة نظره، إلى التدخل أينما تم تهديد "العرقية الروسية" أو "مجرد الناطقين بالروسية"، ورصد الإطار طويل الاجل الذي سيتبعه بوتين لإعادة الإمبراطورية الروسية القديمة بواسطة "الدم والحديد" في 15 دولة من الإمبراطورية الروسية القديمة.

واستهل "رالف بيترز" قائمة الدول الـ15 الموضوعين على قائمة بوتين لاستعادة الإمبراطورية الروسية القديمة بدول البلطيق؛ "استونيا ولاتيفا وليتوانا"، والتي تعد جزءا من أوروبا بلا شك من خلال التحضر والتطور والجمال، ولكن على النقيض من أوكرانيا، هم أعضاء في منظمة حلف شمال الاطلسي"الناتو"، وهو الوضع الذي لا يزال بمثابة رادع لروسيا، ورصد رغبة بوتين في استيعابهم، ولكنه متردد بشأن انتهاك حدود منظمة "الناتو" - في الوقت الراهن -، مشيرا إلى أن بوتين سوف ينتهز أي فرصة لمزيد من التقسيم بين الأقليات الروسية في المنطقة وأغلبية السكان الأصليين، وبينما تحتوي ليتوانا على 6 بالمائة فقط من الأصل الروسي "والتي تحطم التمهيد الروسي لضمها"، فإن أكثر من ربع مواطني استونيا ولاتيفا من أصل روسي وسط مزاعم بوتين بانهم يتلقون سوء معاملة.

وانتقل بيترز إلى ثاني الدول "بيلاروسيا أو روسيا البيضاء" المتعثرة بسبب ديكتاتور يعرف جيدا أنه لا يستطيع أن يزعج بوتين، ولفت إلى رغبة بوتين الحقيقية في ضمها نظرا للانتماءات العرقية واللغوية لروسيا... وبالنظر إلى الوضع الاستراتيجي، بوتين يمتلكها بالفعل دون مشاحنات عن طريق دفع ديونها.

وتابع بـ"بولندا" -ثالث الدول الواقعة في شمال شرق روسيا- بما في ذلك وارسو، وأنها موضوعة على قائمة بوتين ولكنه ينتظر قرار إقرار عضويتها في "الناتو" من عدمه، وأما "أوكرانيا"، أشار الجنرال إلى أن المقاطعات الشرقية الثلاث في إطار الخلاف الحالي، لا تحتوي على أغلبية من العرق الروسي ، ولكن بوتين قال إنه سيأخذ تلك المقاطعات الشرقية عندما يكون جاهزا ثم سيقوم بالتوسع على طول ساحل البحر الأسود وبناء جسر استراتيجي يربطهم بشبه جزيرة القرم.

وبالنظر إلى "مولدوفا"، رصد بيترز رغبة بوتين لربط أراضي أوكرانيا بالانفصاليين المواليين لروسيا في الجمهورية الانفصالية "ترانسدنيستريا"، وأوضح أنه بينما تعد أوكرانيا الطبق الرئيسي، فإن مولدوفا هي الحلوى.... و"أرمينيا" التي أصبحت جزء بسيط من ما كانت عليه في أيام مجدها، وكانت دائما حليفة لموسكو وتحت حمايتها، وإذا شرعت أحجار الدمينو بالسقوط في القوقاز، فانها ستنتسب إلى روسيا طوعا.

ورصد عجز بوتين في التوصل إلى طريقة للحصول على "أذربيجان" الغنية بالغاز والنفط وخطوط الأنابيب، ولكنه يريدها بالتأكيد نظرا لحدودها الجنوبية مع ايران .. وتسائل بيترز: إذا قرر بوتين ضم أذربيجان، هل سيوقفه الغرب

وأشار الاستخباراتي السابق إلى بقاء "جورجيا" في ذهن بوتين، وذكر أنه عندما انتزعت من الأتراك العثمانيين منذ أكثر من قرنين من الزمان، أصبحت جورجيا ليس فقط موقعا حيويا على الحدود الروسية ولكن حليف مخلص وأيضا مهد جوزيف ستالين، ومع الغضب من قبل جورجيا الجديدة من أجل الاستقلال، فكك بالفعل جزء من البلاد من خلال العمل العسكري الروسي في 2008، ولفت إلى أن بوتين علم وقتها وتأكد من أن الغرب لن يفعل شيئا سوى الثرثرة.

أما بالنسبة إلى كل من "أوزباكستان وكازاخستان"، رأى بيترز أن شهية بوتين لا تشبع ولن تتوقف ولكنه يتوقع انه سيواجه صعوبات في أوزباكستان أكثر بكثير مما تستحق، أما بالنظر إلى كازاخستان، ما يقرب من ربع سكان هذا البلد الشاسع من العرقية الروسية ، مما يوفر المبرر وفقا لمبدأ بوتين - ولا يتطلب سوى عدد قليل من منظمي الاستفزازات - فضلا عن طابور خامس من المحرضين كما وظفت موسكو في أوكرانيا.

واختتم "رالف بيترز" مقاله بالدول الثلاث "تركمانستان وطاجيكستان و قيرجيزستان"، تركمانستان لديها احتياطيات ضخمة من الغاز، ولها واجهة على بحر قزوين، وتشترك في الحدود مع ايران و 7 بالمائة من السكان من العرقية الروسية في " خطر " باعتبار نظرية بوتين مثل قيرجيزستان ،وتعد طاجيكستان متخلفة ،فهي ذات أولوية منخفضة عند بوتين، لكنه سوف يضعها في مخططه.