تبعث الشمس الدفء فى الجسد، وتشيع الرياح البرودة فيه، بينما يتناهى أزيز محرك السفينة. نحن ننطلق فى رحلة فى نهر الميكونج وفيما نسير مبتعدين يلوح الأطفال بالتحية من على ضفاف النهر. ويصنع القصر الملكى فى العاصمة الكمبودية بنوم بنه الخلفية الرائعة لبداية رحلة نزولا إلى دلتا الميكونج، ومدينة هو شى منه الفيتنامية المعروفة سابقا بـ"سايجون". وتمر الباخرة السياحية بقرى ومعابد وأسواق ويمكن أن يستمتع بها المسافرون الذين يريدون رحلات سياحية رخيصة والمسافرون الأثرياء أيضا.

يتم قضاء المساء بالفنادق الكائنة بمحاذاة النهر بوجود مكيفات الهواء والدش والتليفزيون. وهناك أيضا خيار الإقامة فى منزل، وهى فرصة قضاء المساء مع عائلة فيتنامية على إحدى جزر الدلتا.

وتوفر العديد من الشركات فى كمبوديا وفيتنام القيام برحلة لمدة أربعة أيام بالسفينة وحافلة مقابل نحو 60 إلى 70 يورو (83 إلى 97 دولارا). وهذا يشمل الإقامة لثلاث ليال وكذلك رسوم الدخول والرحلة. ومن الممكن أيضا أن تقوم برحلة بالسفينة فقط وتستغرق يومين أو ثلاثة. والرحلات متوفرة فى كلا الاتجاهين.

وتصطف المعابد البوذية وحقول الأرز المختلفة على طول نهر ميكونج.

وبعد ثلاث ساعات تقريبا تتوقف السفينة عند رصيف صغير، ومن هنا تبدأ فيتنام. وخفر الحدود يتميزون بروح الود. ويتم تغيير السفينة، والآن يرتفع علم أحمر بنجمة صفراء من مقدمة السفينة. وفى بلدة تشاو دوك الحدودية، تطفو الشقق ومحطات الوقود والفنادق وأسواق الفاكهة والخضروات فوق المياه بالقرب من ضفاف النهر. ومن الممكن الحصول على الجعة ومخفوق الأناناس ومخفوق البابايا مقابل حوالى دولار. وفى فندق فكتوريا القريب تتطاير رائحة اللحم والسمك التى يتم شواؤها على الفحم النباتى. وتساوى شطيرة كبيرة ما يعادل خمسة يورو. وتمارس الآلاف من العائلات زراعة الأسماك فى الدلتا حيث يربون الأسماك والروبيان فى سلال مجدولة وحاويات تحت منازلهم.

وتعد تشاو دوك نموذجا للتنوع الدينى حيث يوجد بها المعابد البوذية ومعابد كاو-داى ومسجدا للتشام وهى أقلية مسلمة.. ويتم قطع الجزء الأخير من الرحلة بالحافلة.. إنها الثامنة مساء وتتلألأ أضواء مدينة هو شى منه. والمحطة هى دى ثام ستريت، وهو مكان رئيسى يعج بالعديد من الفنادق والمطاعم ومنظمى الرحلات. ومن هنا يسهل استكشاف المدينة.