"فورين بوليسى" : "أوباما" يكذب على الشعب الأمريكى وعلى نفسه

[محمدسالمان]

اتهم الكاتب الأمريكى جيمس تروب الرئيس باراك أوباما بالكذب على الشعب الأمريكى وعلى نفسه، مشيرا إلى إصرار أوباما على الاختيار الخطأ بين الوقوف مكتوف اليدين أو التدخل العسكرى فى سوريا.

ووصف تروب - فى مقال نشرته الليلة مجلة "فورين بوليسي" على موقعها الإلكتروني- الرئيس أوباما بأنه منكفئ على ذاته وأن خمس سنوات قضاها فى البيت الأبيض لم تغيره.

ونوه الكاتب عن حقيقة أن أوباما عمل أستاذا للقانون يؤمن بأنه خير للمرء إذا لم يكن باستطاعته فعل كل شيء ألا يفعل شيئا على الإطلاق.

وأسقط تروب على الأوضاع فى سوريا، راصدا سخرية أوباما، الأسبوع الماضى بمؤتمر صحفى فى مانيلا، من منتقديه المطالبين بالتدخل العسكرى الأمريكى فى كل مكان سواء فى سوريا أو أوكرانيا أو غيرهما.

واعترف الكاتب بأن الوضع فى سوريا جد معقد، وأن كافة الأسئلة المتعلقة بسوريا عسيرة الإجابة وكافة الخيارات صعبة، لكنه استدرك قائلا: "إلا أن أوباما لا يرى تلك الخيارات بشكل أمين؛ إن أحدا لم يطرح خيار الحرب الشاملة ولا حتى الحرب المحدودة فى سوريا".

وأوضح تروب أن حدود مقترحات منتقدى أوباما لا تتجاوز القيام بحملة جوية شبيهة بتلك التى تم تنفيذها ضد نظام القذافى فى ليبيا.

وقال صاحب المقال : "إن الأمر لا يتطلب تبحرا فى علم النفس للقول إن أوباما يحاول الهرب من حقيقة مؤلمة عن نفسه ويبذل جهدا كبيرا فى البحث عن تبريرات لتقاعسه.. إن عليه أن يقف على التناقض الذى يتضمنه موقفه كرئيس أقوى دولة فى العالم أقسم على تحمل المسؤولية وقد اختار أن يقف مكتوف اليدين إزاء مذبحة جماعية فى سوريا راح ضحيتها نحو 150 ألف شخص".

واستبعد تروب أى أمل فى أن تتغير سياسة العزوف عن المخاطرة التى ينتهجها أوباما إزاء سوريا.. واستبعد فى الوقت ذاته أن يرحل نظام الأسد بمقتضى حل تفاوضى مالم يحدث على الأرض تغير حاسم.

ولفت الكاتب إلى أن سوريا باتت تشهد حربا أهلية داخل حرب أهلية أكبر؛ حيث يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" المعارضة الأقل تطرفا على حد زعمه.. وبعض القوات الكردية.. وحذر تروب من تقاعس القوى الداعمة الخارجية عن زيادة مساعدة المعارضة المعتدلة ومن توانى الولايات المتحدة عن الاضطلاع بتنظيم هذا الدعم، قائلا إن هذه المعارضة المعتدلة سيكون مصيرها السحق بين قوات الأسد من ناحية وتنظيم داعش من ناحية أخرى.. وستكون سوريا نموج الفوضى والتطرف الذى طالما تخوف البيت الأبيض من قيامه.

واختتم الكاتب بالقول "إن الوقت قد حان لكى يتخلى أوباما عن موقفه العازف عن المخاطرة وينتهج سلوكا جديدا".