تنتج الكلى هرمونا مهما يسمى إريثروبويتين (Erythropoietin)، الذى يقوم بتحفيز نخاع العظم على إنتاج كريات الدم الحمراء، وفى حالة القصور الوظيفى للكلى تقل مستويات هذا الهرمون ويحدث نقص بكرات الدم الحمراء أو ما يسمى بفقر الدم "Anemia".

يقول الدكتور محمد عبد الشافى أستاذ جراحة المسالك البولية واستشارى الضعف الجنسى والعقم بطب الأزهر، إن فقر الدم من أهم مظاهر مريض الفشل الكلوى المزمن وإعطاء حمض الفوليك أو الحديد كعلاج لهذه الظاهرة وفوائده محدودة جدا، وكان العلاج الوحيد المتبع سابقاً هو نقل الدم أو نقل كريات الدم الحمراء المركزة.

ولكن نقل الدم له العديد من المخاطر على المريض والطاقم الذى يتولى علاجه من أطباء وتمريض. فمرضى الفشل الكلوى للأسف تكون المناعة لديهم ضعيفة ومع احتياجهم لنقل الدم تزداد احتمالية العدوى أثناء نقل الدم، كما أن الدم المنقول قد يكون غير خاضع لفحص دقيق مسبق فيساعد على نقل أمراض خطيرة كالكبد الوبائى أو الايدز مثلا إذا كان الشخص الذى تم نقل الدم منه مصاباً أو حاملاً لهذه الأمراض.

ولفت عبد الشافى إلى خطورة نقل العدوى فى هذه الحالة ربما تتخطى المريض إلى الطاقم المعالج من أطباء وتمريض أثناء نقلهم الدم لمريض الفشل الكلوى، ولا ينتهى الأمر عند نقل العدوى فقط بل ربما تحدث مضاعفات بسبب رفض الجهاز المناعى للجسم للدم المنقول وما يتبعه من تكسير للدم ومضاعفات خطيرة قد تؤدى بحياة المريض.

وأوضح عبد الشافى، أنه اكتشف حديثاً عقار الإريثروبويتين "Erythropoietin"، وهو نفس الهرمون الذى تفرزه الكلية السليمة ويتولى وظيفة تحفيز نخاع العظم على إنتاج كرات الدم الحمراء، وتم تخليق هذا الهرمون بواسطة هندسة الجينات الهندسة الوراثية، وقامت بعض شركات الأدوية بتحضيره على شكل أمبولات تستخدم للعلاج بالحقن لمريض الفشل الكلوى، والعلاج بهذا الهرمون المحضر حديثا أصبح العلاج الأمثل لفقر الدم المصاحب للفشل الكلوى المزمن وفاعليته أكيدة كبديل ناجح وآمن لنقل الدم وما له من خطورة.