لا يوجد طفل إلا وشخبط على الحيط ولطخ ملابسه بالألوان، ولكن من هو الطفل الموهوب حقاً ويمكن أن تخرج من بين شخبطت خطوطه ومزج ألوانه موهبة حقيقة.. وتقول خبيرة الصحة النفسية "نيهال إبراهيم": التفكير الإبداعى والتعبير الفنى للطفل قبل مرحلة المدرسة له ارتباط كبير بثقافة المجتمع، فتنوع الأحداث وأسلوب الحياة والمثيرات التى يتعرض لها ويتفاعل معها، بالإضافة إلى فرص التعلم والتدريب والتثقيف،التى يعيش الطفل فى إطارها كلها عوامل تعمل على استثارة ملكات إبداع الطفل، وتفتح طاقات الخيال أمامه، التى من خلالها تتكون شخصيته الإبداعية المتميزة، ويمكننا وقتها اكتشاف الطفل المبدع وتنمية مواهبه وتدريبه.

وتابعت "نيهال"، تعد التربية الفنية إحدى وسائل اكتشاف نمط الطفل وتمييز شخصيته، لكونها تطلق العنان له كى يعبر عن نفسه، ومن هذا التعبير يتضح للباحثين نمط الطفل، وهل هو اجتماعى سوى، أم انطوائى، أو غير ذلك؟.. مما يُعد اكتشافاً لحالة الطفل، وذلك مثلاً من خلال رسمه أفراد أسرته.

وتستطرد "نيهال"، أن من هذا المنطلق، يتأكد دور التربية الفنية فى بناء شخصية طفل ما قبل المدرسة، وذلك لكونها نسقاً من أنساق التخطيط لتربية الطفل، فمن خلالها نكتشف سمات الشخصية وميولها وكيفية إشباعها، كما يمكن إثراء مدركاته بمفردات ذات ثقافات قومية، غير أنها إلى جانب ذلك تعد بمثابة أسلوب علمى للكشف عن الحالات المرضية نفسياً وعلاجها مبكراً.