قالت صحيفة "إندبندنت أون صنداى"، إن العلماء يحذرون من أن محصول القمح يواجه تهديدا خطيرا من مرض فطرى، والذى يمكن أن يدمر المحصول فى العالم ما لم يتم احتواءه سريعا.

وأشارت الصحيفة إلى أن مرض "صدأ القمح" والذى يعرف أيضا بشلل أطفال الزراعة، قد انتشر من إفريقيا إلى الجنوب ووسط آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، مع خسائر كارثية لثانى أهم محصول حبوب على مستوى العالم، وهناك قلق متزايد فى المخاطر التى يمكن أن يمثلها هذا المرض للأمن الغذائى العالمى.

وكان الخبراء على علم بهذا التهديد منذ حدوث وباء كبير اكتسح محصول القمح فى أمريكا الشمالية فى الخمسينيات، والذى دمر حوالى 40% من المحصول. ومنذ هذا الوقت، تم استثمار عشرات الملايين من الدولارات فى تطوير أصناف مقاومة لهذا المرض. لكن تم اكتشاف تفشيه فى أوغندا عام 1999 والذى ربما يكون ناجما عن حدوث تطور قاتل فى الفطريات. وكان هناك حالة تأهب من سرعة تطور حدوث الطفرات، وانتشر فى كافة القارات.

ويقدر علماء النباتات فى بريطانيا أن التطورات الأخيرة تعنى أن 90% من محصول القمح الإفريقى حاليا معرضة لهذا المرض.

وفى العام الماضى، شهدت ألمانيا أول تفشى للمرض منذ أكثر من 50 عاما. وتسبب فيه فترة شهدت ارتفاعا غير عادى فى درجات الحرارة، وتطور أخير غير معتاد فى محصول القمح بسبب "الربيع البارد وارتفاع درجات الحرارة فى أوائل الصيف"، حسبما قال كيرستين فلاث، من مركز ألمانيا الفيدرالى للنباتات.

وحدث تفش آخر للمرض فى إثيوبيا فى نوفمبر الماضى، وخسر المزارعون حوالى 50% من محصول القمح، ووصل أسوأ مستوى للضرر إلى 70%. والتقى الخبراء فى المكسيك الشهر الماضى لمناقشة التهديد. ولا يزال العمل جاريا من أجل فحص سلالات مختلفة لتحديد أوجه التشابه.