هو فرع من الهباريات ظهر خلال العصر الإيسونى (من 34 إلى 56 مليون سنة مضت) فى أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، ولكنها اختفت من نصف الكرة الشمالى لبرودة الجو، وتستوطن حاليا جزيرة مدغشقر، ذاك هو قرد "اللَّيْمُور"، أو الهبّار النادر، الذى صار اليوم مهدّدا بالانقراض، ما دفع نشطاء للإعداد لحملة توعية عالمية بهذه المخاطر، وبرمجة مهرجان ضخم بحلول أكتوبر الأوّل القادم، من أجل توعية الرأى العام الوطنى فى مدغشقر والدولى بالمخاطر التى تحدق بهذه الفصيلة النادرة من الحيوانات..

وفى تصريح للأناضول، قال الأمين العام لـ "مجموعة الدراسات والبحوث حول الرئيسيات" فى مدغشقر "جوناه راتسيمبازافى": "هدفنا هو إطلاع العالم على ليمور مدغشقر والتعريف به على نطاق واسع، لكن التوجّه الأهمّ يكمن فى التوعية بضرورة حمايته والدفاع عن استمرارية نوعه".
واقترح الباحث على حكومة بلاده الانخراط فى محادثات مع الهيئات العالمية بغرض ضمّ هذا الحيوان إلى لائحة "الأيام العالمية" بهدف تخصيص يوم عالمى باسم الليمور.

وتفيد دراسة نشرها الاتحاد الدولى لحماية الطبيعة فى أكتوبر الأوّل من سنة 2012 أنّ 91 % من الأنواع والسلالات فى الجزيرة الكبيرة مهدّدة بالانقراض. خصوصا وأنّ "سبعة عشر من الأنواع المعروفة انقرضت تماما ولم تعد موجودة بالمرّة اليوم، ما يعنى أنّ 105 فقط من الأنواع الحيوانية ما تزال موجودة، و91% منها وبينها الليمور مهدّدة بالانقراض"، على حدّ قول "راتسيمبازافى".

ليمور مدغشقر النادر يكاد يندثر.. حقيقة مخيّبة لآمال الناشطين فى مجال حماية الطبيعة عموما، والأنواع الحيوانية على وجه الخصوص، ويرى الباحث أنّ الوضع يدعو بإلحاح إلى حماية الليمور، على الأقلّ بحكم انتمائها الجغرافى لمدغشقر، ذلك أن "استيطانه بالجزيرة يشكّل مكسبا إنسانيا، واختفاؤه خسارة تتجاوز البعد المحلّى وتشمل العالم بأسره".. فالليمور يساعد أيضا على المحافظة على الغابات، وذلك عبر "تجديدها من خلال مساهمته فى تلقيح الأزهار وتزايد أعداد الأشجار.. دور بيولوجى هام يضطلع به الليمور فى مدغشقر، ويتطلّب فى المقابل ردّ الجميل "من خلال "حسن إدارة هذا المكسب العالمى.

وتواجه مدغشقر اليوم تحدّى إرساء أنظمة لإدارة الموارد الطبيعية، قصد المحافظة على التنوّع البيولوجى ودعم النموّ الاقتصادى، فالمناطق المحمية لن تتمكّن من الصمود فى ظلّ غياب التمويل اللازم. الأمين العام لوزارة البيئة والغابات الملغاشية أشار فى هذا السياق للأناضول إلى ضرورة أن "تتمكّن المحميات من توفير عائداتها"، غير أنّ ذلك "لن يتمّ إلاّ بتثمين الموارد الطبيعية"، بما أنّه "لا يمكن التعويل أو ترقّب التمويل الأجنبى لحماية الطبيعة".

استراتيجية المحافظة على الليمور فى مدغشقر تقتضى توفّر ميزانية تصل إلى 7.6 مليون دولار.. رقم من الصعب الحصول عليه على الصعيد المحلّى، وهذا ما يدفع بالمسئولين فى مدغشقر إلى تصدير قضية ليمور مدغشقر إلى الخارج، عسى أن يفلح ذلك فى لفت انتباه العالم إلى الخطر الذى يتهدّد هذا النوع الحيوانى النادر.

الأمين العام لـ "مجموعة الدراسات والبحوث حول الرئيسيات" فى مدغشقر "جوناه راتسيمبازافي" قال: "نحن بصدد البحث عن الأموال اللازمة لتنفيذ خطّة عملنا.. ومهرجان الليمور المنتظر سيمكّن من التوعية بخطورة وضع الليمور، والمساهمة فى الحصول على التمويلات اللازمة لمنع انقراضه".