فى حالة مواجهة أحد بأنه لا ينصت إليك ويسمعك ترى منه قوة استنكار شديدة بأنه يسمعك وقد يعترف أنه مصاب بالزهايمر أو مقصر فى شىء، لكن لا يعترف أبدا أنه غير مستمع جيد.

أشار الدكتور علاء رجب استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية إلى انتشار ظاهرة فى الأغلب البرامج التليفزيونية خلال هذه الفترة وهى أن الجميع يتحدث ولا يسمع حيث ترى المناقشة سلبية خالية من الطرح الإيجابى أى بنظرة شاملة، وأيضا نجد أن نصف المجتمع يشكو من نصف المجتمع الآخر فى أنهم لا يستمعون إلى بعضهم، على الرغم من احتياجنا فى بعض الأوقات أن نسمع من يكلمنا.

وأوضح أننا أصبحنا حريصين على سماع الأشياء التى تهمنا نحن ولكن لا نسمع الأمور المهمة للمتحدث، على الرغم من أن الاستماع من أهم الجوانب التى تمنح صاحبها الثقة بالنفس والاطمئنان النفسى القائم على علاج مشاكل القلق والتوتر النفسى.

وأضاف أن الاستماع هو الطريق لفهم الآخرين لشخصياتنا ومن ثم يتعاملون معنا بفهم صحيح، بالإضافة إلى حاجة الطفل أن يسمعه الوالدان فبذلك منح قيمة مهمة وهى احترام من يتحدث وقيمة من يستمع وما أروع من أن ينصت الزوج ليسمع زوجته ويفهم إحساسها ويحترم آراءها وذلك يخلق نوعا من الاحترام وهو أساس العلاقة الزوجية السوية.

وأشار علاء إلى وجود قوة من نوع آخر وهى الإشباع النفسى الداخلى بين الأزواج لأنهم عن طريق الاستماع تم تحرير مشاعرهم بشكل إيجابى فمثلا نرى الزوج يقوم بأعمال إضافية ويوفر احتياجات أسرته وفجأة يمرض ويجد زوجته صامتة لأنه ليس لها القدرة على التعبير وهو يتألم من جلوسه فى البيت.

وهنا لو أدركت الزوجة معاناة زوجها تقترب منه وتعاونه على الخروج من أزمته، وهكذا نحس جيدا بعمق مشاعرنا وقدرتنا على التعبير، بالإضافة إلى ذلك الاستماع يمنح شيئا مفقودا فى وسط أزمات الحياة، وهى الشعور بالراحة.