جوابها أنه نوعان : نوع دائم سوى ماورد في بعض الأحاديث أنه يخفف عنهم مابين النفختين ، فإذا قاموا من قبورهم قالوا : (يــويلنا من بعثنا من مرقدنا ) يــٍس : 52ويدل على دوامه قوله تعالى : ( النار يعرضون عليها غدواً وعشياً )غافر : 46



ويدل عليه ايضاً حديث سمرة الذي رواه البخاري في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم : <فهو يفعل به ذلك إلى يوم القيامه >



وفي حديث ابن عباس في قصة الجريدتين : < لعله يخفف عنهما مالم ييبسا > فجعل التخفيف مقيداً برطوبتهما فقط .







وفي حديث الربيع بن أنس ، عن أبي العاليه ، عن أبي هريره : < ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر ، كلما رضخت عادت لا يفتر عنهم من ذلك شيء >



وفي الصحيح في قصة الذي لبس بردين وجعل يمشي يتبختر فخسف الله به الأرض : < فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامه >







النوع الثاني : إلى مدة ثم ينقطع ، وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم فيعذب بحسب جرمه ، ثم يخفف عنه ، كما يعذب في النار مدة ، ثم يزول عنه العذاب .



وقد ينقطع عنه العذاب بدعاء أو صدقة أو إستغفار أو ثواب حج ، أو قرآة تصل إليه من بعض أقاربه أو غيرهم ، وهذا كما يشفع الشافع في المعذب في الدنيا ، فيخلص من العذاب بشفاعته ، لكن هذه شفاعة قد لا تكون بإذن المشفوع عنده ، والله سبحانه وتعالى لا يتقدم أحدٌ بالشفاعة بين يديه إلا من بعد إذنه ، فهو الذي يأذن للشافع أن يشفع إذا أراد أن يرحم المشفوع له ، ولا تغتر بغير هذا ، فإنه شرك و باطل يتعالى الله عنه : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) البقرة : 255



(ولا يشفعون إلا لمن أرتضى) الأنبياء : 28



(مامن شفيعٍ إلا من بعد إذنه)يونس : 3



(ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن ارتضى)سبأ : 23



(قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض)الزمر : وقد ذكر ابن أبي الدنيا : وحدثني محمد بن موسى الصائغ ، حدثنا عبدالله بن نافع قال : مات رجل من أهل المدينه ، فرآه رجل كأنه من أهل النار ، فاغتم لذلك ، ثم إنه بعد ساعة أو ثانيه رآه كأنه من أهل الجنه ، قال : ألم تكن قلت إنك من اهل النار ؟ قال : قد كان ذلك ، إلا أنه دفن معنا رجل من الصالحين ، فشفع في أربعين من جيرانه ، فكنت أنا منهم .قال ابن أبي الدنيا : وحدثنا أحمد بن يحيى قال : حدثني بعض أصحابنا قال : مات أخي ، فرأيته في النوم ، فقلت : ما كان حالك حين وضعت في قبرك ؟ ، قال : أتاني آتٍ بشهاب من نار ، فلولا أنه داعياً دعا لي لرأيت أنه سيضربني .وقال عمرو بن جرير : إذا دعا العبد لأخيه الميت أتاه بها ملك إلى قبره ، فقال : يا صاحب القبر الغريب هذه هدية من أخٍ عليك شفيق .وقال بشار بن غالب : رأيت رابعة في منامي ، وكنت كثير الدعاء لها ، فقالت لي : يابشار بن غالب هداياك تأتينا على أطباق من نور مخمرة بمناديل الحرير ، قلت : وكيف ذلك ؟ قالت : هكذا دعاء المؤمنين الأحياء إذا دعوا للموتى استجيب لهم ، وجعل ذلك الدعاء على أطباق النور وخمر بمناديل الحرير ، ثم أتى بها الذي دعي له من الموتى ، فقيل :هذه هدية فلان لك .قال ابن أبي الدنيا : وحدثنا أبو عبدالرحمن بن بحير ، قال : حدثني بعض أصحابنا قال : رأيت أخاً لي في النوم بعد موته ، فقلت : أيصل إليكم دعاء الأحياء ؟ قال : إي والله يترفرف مثل لنور ثم يلبسه .