هناك تطور كبير حدث فى التحاليل الطبية وخاصة فيما يتعلق بالتحاليل التى تحدث لتطابق الأنسجة، لاتخاذ قرار التبرع بعضو من الأعضاء لأحد المرضى، وفى الخارج يمكن أخذ العضو من المتوفى حديثا.

يقول الدكتور مدحت عسكر أستاذ التحاليل الطبية بمستشفى كليفلاند كلينيك بالولايات المتحدة الأمريكية رئيس معمل المناعة الوراثية وزراعة الأعضاء - وهى المستشفى التى أجرت أول حالة زرع وجه كامل لسيدة- إن هناك جيلا ثانيا من التحاليل المناعية لتوافق الأنسجة والتطبيق الأمثل لهذه التكنولوجيا تتمثل فى زراعة الخلايا الجذعية، موضحا أن الجيل الأول كان يعتمد على تحليل مناطق محدودة من الجينات وكانت تكلفته مرتفعة وغالبا ما يحتاج إجراء العديد من التحاليل، ولكن التكنولوجيا الحديثة تعطينا الفرصة لاختبار جينات التوافق بالكامل مما لا يدع مجالا إلى إجراء المزيد من التحاليل وتكون النتائج أكثر دقة وبتكلفة أقل من العشر وهذه التقنية تستخدم فى تقييم مدى التوافق بين المتبرع والمحتاج إلى الزراعة.

وأوضح أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تستخدم فى الخلايا الجذعية وباقى الأعضاء مثل الكلى والكبد والقلب، وهى المراحل النهائية قبل تعميم تطبيقها.

وتابع "وفى مستشفى كليفلاند تم زراعة أول وجه كامل عام 2008 كانت السيدة التى تم زرع وجه كامل لها، قد تعرضت لطلق نارى فى الوجه من زوجها، مما أدى إلى تشوه كبير بالوجه حيث كانت لا تستطيع الكلام أو تناول الطعام أو إغماض عينيها، حيث تم فقدان كامل لوظيفة الوجه وتم أخذ وجه من سيدة متوفاة حديثا من نفس جنسها ونفس لونها، مشيرا إلى أن أهم شىء ألا يكون لديها أى أجسام مناعية ضد أنسجة المتبرع، والمتبرع المتوفى حديثا يكون القلب لازال ينبض، ولكن قد توفى جذع المخ ولابد من موافقة أهلها أو موافقتها قبل الوفاة بالتبرع ولابد أن يكون الوجه نفس اللون ونفس الجنس، حيث إنه لا يمكن أخذ وجه لونه مختلف بحيث يكون اللون أقرب للمريضة، حيث يتم أخذ الجلد بعضلات الوجه فقط وبعض الأوعية الدموية وبعض الأعصاب.

وأضاف أنه قام بإجرائها فريق طبى متكامل واستغرقت العملية 22 ساعة والمريضة حاليا تحسنت حالتها بعد العملية ووجهها لا يظهر فيه أى آثار للعملية، حيث يتم تغيير صورتها فى البطاقة الشخصية فقط.

كما أضاف أن هذه العملية تكلفت حوالى 2 مليون دولار والمريضة لابد أن تتناول مثبطات المناعة طوال حياتها، حتى تحافظ على الوجه المزروع.