قالت الدكتورة إيمان أحمد، أخصائية العلاج النفسى، إن السرقة لدى الأطفال تعنى قيام الطفل بأخذ أو امتلاك شىء ما دون استئذان مالكه أو صاحبه، ويعد هذا السلوك شائعًا فى مرحلة الطفولة المبكرة، نظرًا لعدم قدرة الطفل على إدراك احترام ملكية غيره من الناس، واستيعاب فكرة أن الآخرين لهم حقوق يجب احترامها، وهؤلاء الأطفال لديهم مشكلة فى التفريق بين معنى الاستعارة والسرقة.

يُقدم الأطفال الصغار على السرقة لعدة أسباب متنوعة، كما أوضحها شيفر وميلمان، منها: شعور الطفل بعدم المساواة بالآخرين، أو بسبب الفضول وحب الاستطلاع، أو لجذب انتباه الوالدين، أو نتيجة تقليد الطفل لشخص آخر؛ فقد يرى الطفل أحد إخوته أو أصدقائه يسرق، فيقترف هذا السلوك غير السوى، اقتداءً بهم، وربما يسرق الطفل شيئا ما من متجر بصورة لا شعورية رغبة منه فى إحراج الوالدين، أو من أجل تدعيم تقدير الذات.

وتابعت إيمان نجد أن الأطفال من ذوى المستويات الاجتماعية والاقتصادية المتدنية، قد يسرقون من أجل امتلاك ما لا يستطيعون شراءه كالألعاب والحلوى وغير ذلك، وفى بعض الأحيان تعد السرقة علامة على معاناة الطفل من الضغوط الداخلية والشعور بالاكتئاب والغضب، أو بسبب الغيرة من ميلاد طفل جديد، كما أن قدرة الطفل المنخفضة على تحمل الإحباط، أو صعوبة تحمله لإغراء امتلاك شىء ما من العوامل المؤدية إلى إقدامه على السرقة، وقد يفتقد الطفل بصورة شديدة لشىء ما فى حياته مثل: حب وعطف الوالدين عليه، فتصبح السرقة فى هذه الحالة إبدالا لغياب حب الوالدين واهتمامهم به.