اعتمدت الأمم المتحدة فى دورتها السادسة والستين عام 2012 بداية فصل الربيع يوما عالميا للسعادة- حيث وافق أمس الخميس 20 مارس اليوم العالمى للسعادة- ونشر البهجة والتفاؤل، ووسط كل ما نعيشه من أحداث دامية و"أيام سودا" جعلتنا نستحق مرتبة متأخرة فى قائمة الشعوب السعيدة بحسب تقرير الأمم المتحدة لعام 2013، نقدم لكم روشتة للسعادة ليس فقط فى يوم السعادة العالمى ولكن طوال العام.

يستلزم الطريق إلى السعادة بعض الإرشادات والمجهود، يقول دكتور إسماعيل يوسف، أستاذ علم نفس فى جامعة قناة السويس، لـ"اليوم السابع" إن أول خطوة فى طريق السعادة هى إدراك الفرد أن البهجة مخلوق قصير العمر، وأن السعادة لو أصبحت حالة مستمرة فلن يصبح الشخص سعيدا، ولابد من تقلب المزاج لنشعر بقيمة السعادة حين تأتى.

وتابع: أن الخطوة التالية هى إدراك أنه لا سعادة بدون الآخرين، فتقاسم الفرحة مع من حولنا أكثر بهجة من انتفاخ الذات والتفكير فى متعتها فقط، كما أن الشماتة والخسة والتكبر مشاعر مضادة للسعادة.

وإليكم بعض النصائح والإرشادات لتحقيق السعادة:

"الكآبة معدية".. خليك مع الرايقين..
الكآبة معدية وكذلك هى السعادة، لذلك لا تجلس طويلا مع الأشخاص المغرقين فى الكآبة حتى لا تنتقل إليك الحالة المزاجية السيئة، واسعى لمجالسة الأشخاص المفعمين بالطاقة والتفاؤل، الذين يضحكون باستمرار ولا يضعون الدنيا فوق رؤوسهم، حتى ينقلون إليك الطاقة الإيجابية وحب الحياة.

عيش للناس وفرحهم تفرح..

لا تتخيل قدر السعادة الذى ستشعر بها حين تدخل السعادة على قلب إنسان محروم من الحب والفرحة، سواء كان هذا الشخص جارك أو زميلك فى العمل، عن طريق هدية غير متوقعة أو دعم ثقته بنفسه من خلال مدح عمله والثناء على مجهوداته، أو كان طفل التقيته فى الشارع، واشتريت له وجبة شهية وملابس جديدة انتزعت ابتسامة عريضة من شفتيه المحرومتين من نعمة الابتسامة.. لا تفكر كثيرا قبل أن تفعل ذلك فهناك كثيرون قبلك خاضوا التجربة وغمرتهم السعادة والرضا عن أنفسهم، فالعطاء يعطى معنى لحياتك ولا يرضى ضميرك فقط ولكن بفضله ستكون فى قمة السعادة.

يوم فى الشهر لمقابلة أصحابك بتوع زمان..
الأصدقاء كنز –لا ينتهى- من السعادة، وخاصة أصدقاء عمرك الذين كبرت معهم ولديكم عمراً من الذكريات المشتركة، التى يكفى فى كل جلسة أن تتذكروها لتشعروا بفيض متجددا من السعادة، لذلك مهما كانت مشاغل الحياة تمنعكم من اللقاء فاتفقوا على يوم مقدس شهريا لتعيدوا وصل الذكريات.

بعد كل مقابلة معهم ستشعر بأنك عدت بالعمر لأيام الصبا وراحة البال، وهذا سيمنحك خزينا من البهجة يكفيك حتى موعد اللقاء التالى.


ساعة لقلبك.. اقرأ.. ارسم.. ارقص أو حتى اركب عجل..


وسط زحمة اليوم وأحداثه المحزنة والمرهقة للأعصاب على مستوى العمل أو على مستوى البلد، لابد أن تجد وقتا لنفسك، لتفعل فيه الأشياء التى تحبها والتى توقفت عنها منذ فترة طويلة بحجة عدم امتلاكك لوقت الفراغ، فإذا قللت عدد الساعات التى تتصفح فيها"الفيسبوك" و"تويتر" يوميا ستجد ساعة من الفراغ –على الأقل- يمكن أن تستثمرها فى القراءة أو ممارسة الرياضة، أو الرسم أو الرقص أو "الشوبنج" أو الطبخ إن كنت من عشاقه، أو حتى ركوب "العجل" فى السادسة صباحا قبل أن تذهب للعمل.

هذه الأنشطة ستصرف ذهنك ولو قليلا عن التفكير والقلق والاكتئاب، فالرياضة ترفع من مستوى الأدرينالين فى الجسم وتمنحك دفقة من السعادة، والقراءة كذلك فهى تأخذك فى رحلة خارج المكان والزمان لتعيش وتنشغل بقصص آخرين وتسافر إلى بلاد أخرى، وتختبر تجاربا جديدة فتنسى مشاكلك الشخصية، وللشوبنج مفعول السحر فى نفسية النساء فجربى وأنت فى حالة مزاجية سيئة أن تشترى شيئا جديدا لنفسك وستشعرين بفرق أكيد بعدها.

خليك "ريلاكس" مع اليوجا أو الموسيقى..

مشدود الأعصاب، دائم التوتر، لا تتوقف عن التفكير والقلق.. إن كانت هذه الصفات تلازمك فأنت بالتأكيد تحتاج للاسترخاء وتصفية ذهنك ليتوقف ذلك الصداع الذى ينقر رأسك، وهذا ما يمكن لجلسة يوجا أسبوعية أن تمنحه لك من خلال تمارين اليوجا التى تعمل على الاسترخاء ويعقبها جلسات تأمل لعدة دقائق تشعر بعدها بأنك أخف بعد أن تتخلص من جبال القلق والتوتر التى تثقل ظهرك، وللموسيقى ذلك التأثير المهدئ للأعصاب، لذلك ابدأ يومك أو انهيه بسماع الموسيقى الهادئة التى تريح أعصابك، اختار مقطوعة موسيقية من على موقع "اليوتيوب" لعمر خيرت أو لبيتهوفن واسترخ.

التليفزيون مش سياسة وبس.. اتفرج على حفلة الست أو فيلم عربى قديم أو حتى مسلسل تركى..

نشرات الأخبار ومشاهدة برامج "التوك شو" المختلفة مزاج يومى عند كثير من الأشخاص، خاصة من فئة متوسطى العمر، الذين يلتهمون كل ما تبثه القنوات الإخبارية المختلفة ليتابعوا الأخبار المشحونة بالأحداث الدامية والمضطربة التى تشهدها البلد منذ فترة طويلة، ولهؤلاء الذين لا يشبعون من السياسة نحذرهم من أمراض الاكتئاب والضغط والسكرى، ونلفت انتباههم أن هناك قنوات أخرى فى التليفزيون يمكنهم أن ينتقلوا إليها لبعض الوقت لمشاهدة حفلة للست أم كلثوم، أو فيلم عربى قديم أو حتى فيلم أجنبى، ويمكنهم أن يحظوا بفاصل من السياسة لمشاهدة مسلسل تركى "أهون"، فالانغماس طول الوقت فى الأحداث السياسية ليس وصفة جيدة للسعادة.

حدد لنفسك حافزا للحياة ومجموعة أهداف أسبوعية..

لن تستطيع أن تحب الحياة دون أن يكون لديك حافز قوى يجعلك تتحمل الضغوط الحياتية والأوجاع وتتجاوز العقبات لتحاول من جديد، لذلك تمسك بهذا الحافز بكل قواك واجعل لنفسك مجموعة من الأهداف التى تعيش من أجل تحقيقها وصنفها لأهداف يومية وأسبوعية قصيرة الأجل كعمل شوبنج أو زيارة صديق أو تجديد رخصة القيادة، وخطط طويلة المدى كشراء سيارة أو تأليف مجموعة قصصية، أو حتى السفر فى رحلة حول العالم فليس هناك سقف للأحلام.

عبر عن حبك بكلمة أو هدية بسيطة..

احرص على أن تشعر الأشخاص المقربين لديك بحبك لهم واهتمامك بإدخال السعادة لقلوبهم عبر هدية بسيطة، أو حتى كلمة دافئة، فهذا من شأنه أن يعزز روابط الصداقة أو المحبة بينكم ويجعل علاقة الصداقة أو الارتباط أو الزواج أكثر استقرارا ونجاحا ودفئا، مما سينعكس عليك بالضرورة بالسعادة والرضا والإشباع.

سامح.. فالغضب والانتقام مشاعر مضادة للسعادة..

حين تصفح تشعر بأنك أكثر قوة وتحكما فى النفس، كما تتخلص من مشاعر مضادة للسعادة كالغضب والحقد والكراهية والرغبة فى الانتقام، التى لن تمنحك سوى طاقة سلبية وستبعدك عن طريق السعادة المنشود، لذلك سامح من أخطأوا فى حقك وحافظ على صفاء وسكينة قلبك.

ابدع فى عملك.. لتفخر بنفسك وتحصل على مديح الآخرين..

لا يوجد شىء أكثر بهجة من الشعور بالإنجاز والرضا عن النفس بعد أداء مهمة عمل على النحو الأمثل، أو اقتراح وتنفيذ فكرة إبداعية تجعلك فخورا بنفسك وموضع تقدير ممن حولك. لذلك لا تتعامل بروح الموظف وتعامل بروح المبدع مهما كانت نوعية عملك، واحرص على تطوير هذا العمل والإضافة للمكان الذى تعمل فيه لتشعر بقيمة ذاتك وتسعد نفسك.. فليس هناك أكثر شقاءً من وظيفة تكرهها ولا تفعل شىء لتقاوم هذا الشعور.

عشر دقائق للشكر يوميا والتفكير فى إيجابيات حياتك..

أفضل طريقة لمقاومة الاكتئاب أو الإحباط هو تذكر النجاحات السابقة، وتعزيز الثقة بالنفس وقدرتها على صنع مزيد من النجاحات، لذلك خصص عشر دقايق يوميا فى تذكر الأشياء الجيدة فى حياتك واشكر الله على ما منحك من نعم ومزايا لتعزيز إحساس السعادة لديك، واشعر بقيمة كل نعمة من حولك كالماء والهواء والمطر والموسيقى والطعام الشهى ووسائل الترفيه وغيرها من سبل السعادة.. يمكن أن تبدأ فى تخزين ذكرياتك السعيدة فى صندوق تضع فيه ورقة كل يوم بشىء جلب لك السعادة، وكلما شعرت بالحزن اقرأ ما كتبته وتذكر الأوقات السعيدة التى مررت بها.

قدم المساعدة لشخص محتاجها من دون انتظار شكر..


افعل الخير وألقيه فى البحر، فلا تنتظر شكرا من أحد على معروف أو مساعدة قدمتها له، اشعر بالناس وحاول أن تقدم لهم المساعدة متى استطعت وإن لم تستطع ادعو لهم وصلى من أجلهم، وقد تكون هذه المساعدة بنشر حالة إنسانية على حسابك الشخصى أو محاولة توصيل الشخص المحتاج للمكان الذى يستطيع أن يساعده، قد تكون المساعدة أبسط من ذلك كأن تساعد عجوز على عبور الطريق، أو تحمل عنها حقيبة ثقيلة أو تترك لها مقعدك فى وسيلة مواصلات، افعل ذلك ولا تنتظر شكرا وسيكافئك بدعوة من حيث لا تنتظر، ولحظك ربما تكون أبواب السماء مفتوحة وقتها.

حافظ على علاقة روحانية مع الله..

يلتمس الناس دروبا مختلفة إلى الله، فهناك من يجتهد فى مذاكرته ليسلك طريقا إلى الله، ومن يحسن عمله ليحبه الله، وهناك من يعين جاره ومن يحسن إلى محتاج ومن يصلى ومن يصوم ومن يزكى ومن يقرأ القرآن. وأيا كان دربك إلى الله فلا تتوقف، فالحفاظ على علاقة روحانية مع الله هو الطريق الأصيل للسعادة والرضا وسكينة النفس.

افصل يوم إجازتك عن الشغل والسياسة وكل الحاجات اللى بتجيب الضغط..


لتخرج من "الويك إند" بطاقة متجددة، وشعور أفضل عليك أن تفصل تماما عن العمل فلا تفتح فى هذا اليوم "الإيميل" الخاص بالعمل أو تتلقى اتصالات من عملائك واجعل هذا اليوم للراحة وكسر روتين الأسبوع والجلوس بصحبة العائلة، أو لقاء الأصدقاء أو القيام بأى من الأشياء التى تمنعك أيام العمل عنها.. اذهب للسينما أو شاهد حفلة لفرقتك الموسيقية المفضلة أو حتى سافر لرؤية البحر أو الخضرة.

متقعدش على "الفيسبوك" كتير وأنت مكتئب عشان هتكتئب أكتر..


حاذر من تصفح حسابك الشخصى على موقع الفيسبوك لفترة طويلة وأنت تمر بإحدى نوبات الاكتئاب الموسمية حتى لا تطول تلك النوبة أكثر مما ينبغى، فطوال فترة مطالعتك لـ"استاتيوس" والصور التى ينشرها أصدقاؤك ستصطدم بالواقع الذى تسبب لك فى الاكتئاب، والذى ستجده مصحوبا بتعليقات مختلفة على "الهوم بيدج" تتنوع بين السباب والإحباط والفتى والزيطة.

اوجد لنفسك طريقا سريعا للعبور من نوبة الاكتئاب عبر العمل بأى من النصائح السابقة.

تفاءلوا بالخير تجدوه..


مهما قابلت فى طريقك من انكسارات وأحزان تجاوزها بالدعاء والصبر والإيمان بأن الله لا يسلبك شيئا إلا ليعوضك خير منه، وأن بعد العسر يسرا، ولا تدع الشر يجعلك تفقد إيمانك بالخير والعدل الإلهى، وتفاءل بالخير، وتمسك بأطواق الأمل حتى لا تغرق فى كآبتك.

فرح نفسك لو مش لاقى حد يفرحك..

لا تجعل الحياة تفوتك فى انتظار المصباح السحرى الذى تظن أن وصوله إلى حياتك سيحقق لك الفرحة، لأنك قد تنتظر طويلا قبل أن تعيش السعادة، أو قد يصدمك المصباح ولا تجد بداخله الجنى الذى يحقق الأحلام!

كن أنت سبب سعادتك، لا تنتظر هدية من أحد وابتاع لنفسك هدية فى المناسبات المميزة فى حياتك أو بدون مناسبة وبهذا ستضمن أن الهدية ستأتى كما أردتها تماما، وحين تأتى هدية غير متوقعة، لا تنتظرها من شخص سيكون وقعها أجمل وستشعرك بفيض من السعادة على العكس من الهدايا التى يتبادلها الأشخاص فى روتين ومواعيد معروفة ومتوقعة. وإن كان كافة أصدقائك مزدحمين بالأعمال يوم إجازتك فلا تجلس فى البيت مكتئبا، خذ نفسك واذهب لمشاهدة آخر فيلم فى السينما بصحبة "جردل" فشار أو احضر حفل رقص التنورة.