حذرت أبحاث طبية من المغالاة فى التربية الصارمة والأنماط المتشددة فى تنشئة الأطفال، حيث تدفعهم للوقوع فريسة للبدانة.

ويأتى ذلك فى الوقت الذى يجد فيه الكثير من أولياء الأمور فى التشدد والصرامة فى تربية الأبناء خيارا هاما فى تنشئة أبناء قادرين على مواجهة أعباء الحياة ويتمتعون بشخصيات جديرة بالاحترام.

وكشفت الأبحاث أن الأطفال الذين يولدون لأولياء صارمين قليلا ما يظهرون مشاعرهم ومودتهم تجاه أبنائهم يصبحون أكثر عرضة – بل فى بعض الأحيان ـ فريسة للإصابة بالبدانة، بالمقارنة بالأطفال الذين يتمتعون بالتواصل مع أولياء أمورهم بصورة أفضل وأكثر مودة.

وتوصل فريق من العلماء الكنديين إلى أن معدلات البدانة ترتفع بمعدل الثلث بين الأطفال حتى سن الحادية عشرة، وخاصة بين الأطفال المنتمين لأولياء أمور"سلطويين "و"متحكمين"، حيث تتسم الكثير من قراراتهم وسلوكياتهم بعدم المرونة وقلة التعاطف.

وأشارت الأبحاث- التى أجريت على قرابة 37 ألف طفل – إلى معاناة الأطفال الذين يولدون لأولياء أمور متحكمين وسلطويين من البدانة بمعدلات أعلى من أقرانهم الذين يتمتعون بالتواصل مع آباءهم وأمهاتهم فضلا عن قوة العاطفة الأسرية بينهم.

وقالت الدكتور "ليزا كاكينانى"أستاذ علم الأوبئة بجامعة "ماكجيل" الكندية إن هذه النتائج تتفق مع ماتم التوصل إليه فى السابق حول تأثير نمط الأبوة والأمومة خاصة النهج الاستبدادى على الصحة النفسية والبدنية لأطفالهم، مشددة على أن هؤلاء الأطفال يصبحون أيضا الأكثر انخراطا فى السلوكيات العنيفة والخطرة.

يأتى ذلك فى الوقت الذى تكشف فيه أحدث الإحصاءات عن تضاعف معدلات الإصابة بالبدانة بين الأطفال فى الولايات المتحدة الأمريكية بما يقرب من 18%، لتتضاعف بنحو أربعة أضعاف بين البالغين على مدى الثلاثين عاما الماضية، وفقا لتقرير الصادر عن "مركز الوقاية ومكافحة الأمراض "الأمريكى.