كثرة التعرض للآلام وتلقى الصدمات فى الحياة تدفع بالإنسان إلى اليأس، أى فقدان الأمل فى مستقبل أفضل لهذا الواقع السيئ، ولكن هل يتولد الأمل إذا عرف هذا الشخص بأن لهذه الآلام فضلا فى حياته، ووجودها قد يضيف له الكثير.

هذا ما أكده الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، عن أهمية الآلام سواء كانت نفسية أو جسمانية، ففى كلاهما نفع ورحمة من الله، فلولا الآلام الجسدية ما كانت الإشارة إلى موطن الداء، فيأتى نفعها فى وصف الدواء، والرحمة فيها فى تحقيق الشفاء.

وأضاف أحمد، أما الآلام النفسية فهى التى تُلهم الفهم الأعمق للأمور من حولنا، وتجعلنا ندرك بشكل أوسع الكثير من الحقائق مبتعدين عن الأوهام، وربما لم نكن ندرك هذه الحقائق لولا مرورنا بهذه الآلام، فنفعها أن بها تنضج الشخصية وتزداد الإرادة، والرحمة فيها أن بها تصبح كائنا أعمق من الـ"بنى آدم".. تصبح "إنسـانا".

وأشار هارون، أنه مع زيادة التعرض للضغوط فى الحياة يقرر البعض التماسك نفسيا، فيحبس عنه دموعه ويحرص على كتمان ما بداخله عن غيره ممن حوله فيبدو دائما أمام الآخرين قويا متماسكا صلبا، لكنه ببساطة وبعد فترة ما يصاب بالهشاشة النفسية ويكن أكثر تعرضاً للكسر.

وتابع هارون لا ينبغى أن نخجل من الدموع، كما يجب الحرص على التحدث مع أهل الثقة فيما نحمله من أوجاع، لأن ذلك يساعدنا على الاحتفاظ بالمرونة فى مواجهة الضغوط، مشدد على ألا تمل من محاربة تلك الآلام، بل عليك ألا تتنازل عن هزيمتها.