حكايات من التراث
جزاء سنمار
أراد الملك النعمان بن المنذرملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر، يفتخر به على العرب، ويفاخر به أمام الفرس، حيث أن ابن سابور ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصر والذي أرسلهُ أبوه إلى الحيرة التى اشتهرت بطيب هوائها، و لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية، ووقع اختيار النعمان على سنمار وهو مهندسا روميا من سكان العراق مبدعاً في البناء.
...
استدعى النعمان هذا المهندس وكلفه ببناء قصر ليس له مثيل،
طارت بسنمار ه أحلامه وآماله في عطية ملك العرب بعد أن يبني له القصر الأعجوبة.
استغرق سنمار في بناء هذا القصر عشرين سنة، وكانت الناس عندما تمر به تعجب من حسنه وبهائه.
نتهى سنمار من بناء القصر على أتم ما يكون وجاء النعمان ليعاين البناء. استعرض النعمان القصر وطاف بأرجائه، ودارت محادثة قصيرة بينه وبين سنمار على سطح القصر :
قال النعمان لهُ: هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟
فأجاب كلا،
قال: هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟
قال: كلا،
ثم قال سنمار مُفتخراً:
ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أُزيل هذا الحجر فإن القصر سينهدم،
فقال: وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر؟
قال: كلا،
...
أمر النعمان رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر فسقط سنمار
وقال وهو يلفظ أنفاسها الأخيرة
جزاني لا جزاه الله خيرا ....رصصت بنيانه عشرين حجة ولما أتممته عنه رماني.
هذا هو جزاء المعروف عند هذا الملك، ومن يومها ضربت مثلاً يقولون جزاء سنمار.
اللهم باعد بيننا وبين جزاء سنمار