ظاهرة الإدمان أصبحت منتشرة بصورة غير طبيعية بمجتمعنا الشرقى، وأصبح الاحتواء ومحاولة علاج الشخص المدمن هو الحل الوحيد لتفادى تمزق الأسرة وتمزق ترابطها، ولكن قبل أن تساعد الشخص المدمن عليك اكتشافه أولاً، فكيف السبيل إلى ذلك.

ويقول الدكتور أحمد هارون مستشار العلاج النفسى وعلاج الإدمان، يظهر على الشخص المدمن بعض العلامات السلوكية والجسدية يمكن للأسرة ككل ملاحظتها والتعرف من خلالها على وجود مدمن مخدرات بالمنزل.

وأضاف هارون ومن أولى علامات الإدمان هى تجنب المدمن لأفراد أسرته فجأة وبلا سابق إنذار، بعد أن كان متواجدا دائما ومحور هام فى كافة المواقف الاجتماعية، أصبح يفضل الانعزال والاختلاء بنفسه لفترات طويلة، مشيرا إلى أهمية الأسرة فى التفريق بين حالة التجنب الطبيعية الناتجة عن حدوث موقف ما قد أدى به إلى ذلك، وحالة التجنب المرضية (أو الغير طبيعية) والتى يكون من ضمنها الإدمان وانشغال الشخص به عن محيط أسرته وما يحدث فيها.

وأضاف هارون، أما المؤشر الثانى فهو تقلب حالته المزاجية من النقيض إلى النقيض، ففى الغالب يكون الشخص مرحا وبشوشا ثم يتحول إلى التجهم الحزن السرحان وكذلك الاكتئاب، وينبغى الإشارة هنا إلى حالات أخرى يتشابه فيها هذا العرض مثل حالات التقلب الوجدانى التى تحدث ضمن التغيرات الانفعالية فى مرحلة المراهقة، أو طبيعة أن يكون هذا الشخص يعانى من عدم ثبات أو استقرار انفعالى، ونحتاج أيضا إلى ملاحظة الحالة العامة لهذا الشخص من قبل ومقارنتها بالحالة الحالية، وفترات استمرارها.

وتابع هارون بالإضافة إلى لجوء المدمن إلى الكذب بكثرة، أى قول أو رواية لأحداث غير حقيقية مع ملاحظة متى يكذب الشخص، وكم تكون فترات هذا الكذب، كذلك طبيعة الأكاذيب التى يرويها ومدى استفادته منها، مع التفرقة الدقيقة بين الكذب والانغماس فى أحلام اليقظة لدى هذا الشخص، مشدداً على أهمية ملاحظة التغيرات الجسمانية على المدمن، مثل عيناه حمراوان، وجود أماكن رزقاء فى ساعده، كثر النوم والكسل، وأخيرا اشتياقه كثير للحلويات.

وأكد هارون على ضرورة التشخيص السليم فلابد من التفرقة بين حالة المريض الصحية مثل معاناته من مرض ما، وبين حدوث أى من الحالات السابقة بصورة طارئة ما كانت موجودة من قبل أو ملاحظة مدى استمرار هذه السلوكيات وهل هى فى حالة تناقص أم زيادة واضطراب؟