خطوات عملية للشفاء من أخطر الأمراض

القرآن هو الطريق الأقصر للشفاء ولكن كيف؟ إن الله تعالى أودع في كلمات القرآن أسراراً وقوة شفائية عظيمة بشرط أن تستمع للقرآن بخشوع ولمدة طويلة وتتأثر بهذا الكلام وتتفاعل معه وتطبق ما جاء فيه. فالله تعالى يأمرنا أن نبرّ الوالدين لدرجة التذلل لهما فقال: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 24]. فكيف تتخيل أن الله سيشفيك وأنت تعصي والديك وخالف أمر الله؟؟!

الله تعالى يقول: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [الإسراء: 32]. فكيف سيشفيك الله وأنت تنظر إلى المحرمات وتشغل وقتك بالأغاني والأفلام والمسلسلات وتبتعد عن القرآن كثيراً في حياتك؟!

اجعل همّك الأول هو مرضاة الله تعالى والقرآن، فمن كان همُّه القرآن كفاه الله سائر الهموم، وحاول أن تتعمق في تلاوة القرآن وفهم معانيه وأن تعيش مع جوّ القرآن الذي يأخذك إلى عالم الآخرة وما بعد الموت، وبالتالي ترتاح وتنسى همومك ومشاكلكَ.

إياك أن تعتقد بأن الجن يمكن أن يتلبّسك أو يسكن في داخلك أو يؤثر عليك، لأن الله تعالى قال: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) [الحجر: 42]، والله أصدق من هؤلاء الذين يخوفونك من الجن. وبما أن الله خاطب إبليس وقال له: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) فهذا يعني أن الشيطان والجن لا يمكن أن يؤثروا على المؤمن، ولكن تأثيرهم فقط على من يعتقد بعالم الجن ويخاف منهم، ولذلك قال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175].

لقد كشف علماء النفس الكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية التي يتعرض لها الإنسان بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها أو بسبب ضغوط لا يتحملها أو بسبب الإيمان الضعيف وعدم الرضا بقضاء الله تعالى. وهذه الأمراض كثيرة مثل الاكتئاب والقلق وانفصام الشخصية... ومثل هذه الأمراض يعاني منها كثير من الناس، وأسهل شيء على الناس أن يعتقدوا بتلبس الجن.

فعندما يفشل الأطباء في تحديد نوع المرض ويستعصي عليهم علاجه، فإن المريض سوف يلجأ إلى معالج بالرقية الشرعية وليست المشكلة في الرقية أو الشفاء بالقرآن، بل المشكلة في بعض المعالجين الذين اتخذوا هذه المهنة وسيلة للكسب السريع على جهل منهم فيَضِلوا ويُضِلوا.

لذلك ننصح بأن يكون الالتجاء إلى القادر على الشفاء وهو الله تعالى، كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 80]. وأن نطلب الشفاء من الله القائل: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82].

فإذا أردت أن يكون القرآن شفاء لك فينبغي أن يكون هذا القرآن هو أهم كتاب في حياتك، وأن يكون شغلك الشاغل هو القرآن، وأن يصبح القرآن هو حياتك ومستقبلك ومتعتك وراحتك... وبالتالي سيكون عند ذلك شفاء لك بإذن الله.