الدكتور أسامة إبراهيم الشحات استشارى ورئيس قسم الكلى بمستشفى المنصورة الدولى



"الغسيل البريوتنى".. هو أحد طرق غسيل الفشل الكلوى المزمن، ويعتبر من الطرق الفعالة التى لها دور كبير فى إخراج السموم من جسم المريض.

يقول الدكتور أسامة إبراهيم الشحات، استشارى ورئيس قسم الكلى بمستشفى المنصورة الدولى، إن الغسيل البريتونى يمتاز بسهولته وعدم حاجته إلى آلات معقدة ورخص ثمنه، لذا يمكن استخدامه بكثرة، وكذلك فى المناطق الريفية والبلاد الفقيرة على نطاق واسع.

وأضاف الشحات، أن الغسيل البريتونى بدأ يستعمل فى الغرب على نطاق واسع لما يوفره من راحة للمريض تجعله قادرا على الحركة دون الارتباط عدة ساعات بجهاز "الديلزة الدموية"، (أحد الأجهزة الضرورية لغسيل الكلوى بالمستشفيات)، والبقاء بالمستشفى، إضافة إلى أن تلك الطريقة يمكن استعمالها فى علاج الفشل الكلوى الحاد أيضا فى الأماكن التى لا يتوفر بها ديلزة دموية.

وأضاف "الشحات" أنه يتم فى هذه الطريقة استخدم الغشاء البريتونى (الخلب) المغطى لجدار البطن من الداخل والأحشاء لتنقية دم المريض من السموم، وذلك بإدخال سائل خاص إلى تجويف البريتون، وبسبب فارق التركيز تنتقل هذه السموم من خلال الشعيرات الدموية المنتشرة فى الغشاء البريتونى إلى السائل، ومن ثم يتم التخلص من هذا السائل.

وقال "الشحات"، إنه يتم استخدام الغسيل البريوتونى من خلال تسريب سائل الإنفاذ أو الديلزة من خلال قسطرة خاصة تغرز فى البطن ما بين السرة والعانة، ويترك السائل (لتران) فى جوف البطن لمدة معينة (4-6 ساعات) ثم يصرف السائل إلى الخارج، وتكرر هذه الطريقة 4-5 مرات يوميا خلال النهار، وجزء من الليل، ثم توقف لينام المريض، وتعاد هذه الطريقة فى اليوم التالى.

وأوضح "الشحات" أن تلك الطريقة يستخدمها المرضى الذين يرغبون فى إجراء هذه الطريقة فى بيوتهم ليستطيعوا الحركة وعدم التقييد لفترات طويلة نسبيا بالآلة، وبالتالى يحتفظون بأعمالهم، أو مريض استهلكت فيه الأوعية الدموية السطحية المستخدمة فى الديلزة الدموية، والمرضى المصابون بداء البول السكرى، وهم يستفيدون أكثر من هذه الطريقة لعدم هبوط ضغط الدم بصورة مفاجئة، وكذلك إمكانية استعمال الأنسولين مع سائل الديلزة.

وأشار إلى أن الفئات التى تستخدم تلك الطريقة هم المرضى المصابون بجلطة فى القلب أو شرايين الدماغ أو هبوط فى القلب، وبالتالى لا يتحمل الديلزة الدموية، أو الأطفال الصغار، وكبار السن حيث إنهم لا يتحملون عادة الديلزة الدموية بصورة جيدة.

وعن الطرق المستخدمة لاستخدام الغسيل البريتونى وهما نوعان:
1. الديلزة البريتونية المنطقية والمستمرة: يقوم بها المريض بنفسه فى بيته ويتنقل بحرية ويزاول عمله ونشاطه الطبيعى.

2. الديلزة البريتونية الأوتوماتيكية: وتستعمل فيها ماكينة معينة يتم برمجتها ويتم الغسيل فى الليل وأثناء نوم المريض، وخلال النهار يزاول المريض حياته ونشاطه بصورة طبيعية .


وعن مميزات ذلك النوع من الغسيل، أكد الشحات سهولته، ويمكن تدريب المريض عليه خلال أسبوع أو اثنين ليقوم بها فى منزله بنفسه، إضافة إلى أنه لا يحتاج إلى أجهزة معقدة أو تقنية خاصة، وكذلك قلة التكلفة وعدم الحاجة لدخول المستشفى، ويتم التخلص من السموم ذات الجزئيات المتوسطة بشكل أفضل من الديلزة الدموية، مضيفا أنه لا تستلزم هذه الطريقة الحد الشديد من السوائل والبروتينات كما فى الديلزة الدموية.

وأضاف "الشحات" أن مميزات تلك الطريقة أنها تحافظ على مستوى أفضل للهيمجلوبين وتفادى فقر الدم، إضافة إلى أنها لا تحدث هذه الوسيلة أية تغيرات ضارة فى ديناميكية الدورة الدموية، وبالتالى فليس لها تأثير ضار على مريض القلب، بجانب أنها لا تحتاج هذه الطريقة لتحويلة وريدية – شريانية مثل طرق الغسيل العادية، بجانب أنها تعمل على تحسين نمو الطفل المستعمل لهذه الطريقة بشكل أفضل من الديلزة الدموية، ومضاعفات العظام أقل بكثير مما فى الديلزة الدموية.

وعن عيوب هذا النوع من الغسيل، قال رئيس قسم الكلى، إنه لابد من التعقيم وتدريب المريض على ذلك لتفادى حدوث التهابات بريتونية، إضافة إلى أنه لابد من إجراء الديلزة يوميا وباستمرار، وتشير بعض التقارير إلى حدوث مشاكل بسبب ذلك، رغم أنه يشبه عمل الكلى الطبيعية التى تعمل يوميا وباستمرار أيضا وليس بشكل متقطع، إضافة إلى زيادة احتمال تكرار الالتهاب البريتونى قد يؤدى لخفض فاعلية الغشاء للديلزة مع الوقت.

وقال أسامة، إنه على الرغم أن الغسيل البريوتنى سهل وقليل التكلفة ويتم فى المنزل، إلا أنها لا تستعمل إلى فيما ندر فى مصر وبعض البلدان العربية، وهناك أسباب كثيرة ومتعددة لذلك يحرم المريض من حق الاختيار ويزيد كلفة الغسيل بصفة عامة، وهذا موضوع آخر.