أهمية الإحباط قى حياتنا

إذا كانت المعاناة من ضروريات التغيير فإن الأمر السلبي الذي قد يصاحب التغيير هو حالة الإحباط التي قد تصيب الإنسان من هذه المعاناة؛ والحقيقة أن الإنسان قد يجعل من الإحباط قوة دافعة للإنجاز وتحقيق أهدافه وطموحاته، فبالإمكان تحويل الإحباط إلى حدث إيجابي.

لذا علينا أن نتعامل مع الإحباط ـ إن وجد ـ بالصورة التالية :

اولأ : الإحباط ربما يوصلك لـ أمـر Ctrl + Z .

كثيرا ما تشغلنا الاحداث الجزئية والجانبية عن الهدف الكلى الذى نسعى اليه دائما ، عندما نصل لهذه المرحلة لابد ان نأخذ أمر ctrl+ Z حتى نتذكر الهدف الذى نسعى اليه ويكون ذلك بمراجعة الخطوات التى قمنا بها هل لازلت تسير في الطريق الصحيح ، فهذه الوقفة التأملية قد تكتشف فيها أنك قد سلكت طريقاً لم يخطر على بالك أنك قد تسلكه يوماً ما.

ثانيا : الإحباط يشعرك بأنك بحاجة للراحة .

بعض الأشخاص يعتقدون أنهم بمجرد البدأ فى تحقيق هدف ما يسعون اليه تتفتح لهم الابواب وتهرول لهم الطاقات لمساعدتهم فهذا ليس صحيح ، ما يحدث قد يكون العكس تجد الصعوبات امامك فى كل مكان لدرجة انك تشعر بأن النجاح لم يكتب لك وتصاب بخيبة الآمل لما فعلته دون تحقيق نتيجة ، ويكون الإحباط أقرب اليك مـن نفسك فهذه الحالة يفضل ان تأخذ راحة تعيد فيها قوتك التى يمكنها تخطى الصعاب التى تواجهك .

ثالثا : الإحبـاط الطـريق الـى النجاح .

الدليل قول الله تعالى (فَإِنَّ مَعَ العسرِ يسرًا، إِنَّ مَعَ العسرِ يسرًا ) صدق الله العظيم .
تأكيد واضح على ان يأتى مع الإحباط الفرج يأتى مع اليأس النجاح
يأتى مع الصعاب التحديات والقدرات ، تذكـر كـم مره مررت بهذه الحالة وخرجت منها منتصر بفضل الله اليس كذلك
حكمة قد تفيدك (من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد ) ،،،
ايمانك بالله وتقربك منه يكون حاجز بينك وبين الإحباط واليأس

هـل يأس رسول الله من قبل ؟

رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في اللحظات الحرجة الصعبة كان يؤكد على المسلمين بعدم اليأس، ويبعث فيهم روح الأمل والنصر

فنراه في موقف الأحزاب وقد أحاطه الأعداء وتكاتفوا عليه، وحاول بعض المسلمين الهروب من الساحة، حيث قال تعالى : ((يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ)).

وبعض آخر منهم حاول أن يجد طريقاً للتوسل إلى المشركين ، والحصول منهم على أمان خاص له، إضافة إلى الظروف المناخيّة القاسية التي كانوا يمرون بها... والحالة النفسية التي يمر بها الجيش الإسلامي ، إلى درجة أن عمرو بن عبد ود العامري عندما دعا المسلمين إلى البراز لم يجبه أحد ، وتراجع الجميع إلاّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

مع كل ذلك نرى أن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) كان يبشرهم بالفتوحات العظيمة كفتح بلاد كسرى وبلاد الروم[7]، ليرفع من الروح المعنويّة فيهم، وليهدم الحاجز النفسي الذي لفّهم باليأس والخيبة.

ختاما : الإنسان إذا كان في وضع سيء فعليه أن يغير هذا الوضع فهو لن يخسر حالة حسنة. والحياة تجربة عليك بفهم خطواتها والمرونة فى التنفيذ وتحليل النتائج واتخاذ القرار الصائب .