منذ نعومة اظافرك ووالديك حريصين عليك وعلى مستقبلك بإمدادك بالعديد من المقومات مثل مستوى التعليم واللغات والكمبيوتر إن أمكن.... إلخ وهذه المقومات تؤهلك لمستقبل أفضل.. والأن وبعد هذا المشوار الطويل جاء دورك لخوض معارك الحياة وأنت مزود بجميع أسلحتك.. فهل أنت جاهز؟



هذا المشوار الطويل هو ملخص لحياة أغلب الناس وكل منا يحرص على أن يكون متفوق حتى يتشرف بتقديم سيرته الذاتية عند البدء في حياته العملية.. فماذا اعدت لسيرتك الذاتية التي تقدمها إلى الله يوم نلقاه؟؟



قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل).



وقال تعالى في سورة الطلاق الآية 2: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً}.



فلو كان هذا القول منهج حياتنا، ووضعنا نصب أعيننا قول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: (ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير).



يقول الراوي: (قلت: يا رسول الله! فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه؟ قال: تعرضون عليه باديةً له صفحاتُكم، لا يخفى عليه منكم خافية)، كما قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}.... [الحاقة:18]، هذا هو الموقف، وهذا هو الحال التي لا يمكن لأحد أن يخفي فيها شيئاً، فأعضاؤه تنطق وتشهد عليه، وكذلك الملائكة والكتاب، فيقال لكل إنسان: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}... [الإسراء:14]، فليس هناك أمور مخفية، ولا يستطيع أحدٌ أن يكتم شيئاً مما عمل.



أنت الأن الرقيب على نفسك في هذه الدنيا بتقوى الله وعلى كل تصرفاتك حتى تكون جاهراً في نهاية الطريق لتقديم السيرة الذاتية التي تتشرف أن تقدمها إلى الله يوم العرض عليه.... فهنيئا لكم بـ{جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}......