حفرت فتاة نمساوية ذات أصول مصرية تبلغ من العمر 19 عاما اسمها بحروف من نور فى قائمة الفتيات اللاتى نجحن فى التغلب على مرض السرطان الخبيث، وأظهرت قوة وصلابة جعلت منها نموذجا يحتذى به من قبل الفتيات الأوروبيات فى مواجهة المرض بشكل جعلها تتصدر صفحات الجرائد الألمانية والنمساوية التى أشادت بهذه الإرادة القوية.

و كان الأطباء فى النمسا قد اكتشفوا إصابة الشابة المصرية النمساوية بورم سرطانى خبيث فى منطقة الساق عقب عودتها من أجازتها الصيفية التى قضتها قبل عام فى أحضان أقربائها فى الوطن الأم مصر، لتبدأ مرحلة علاج طويلة أجبرتها على ترك الدراسة بشكل مؤقت على الرغم من تفوقها الواضح لتجرى عملية جراحية خطيرة تم خلالها استئصال عظام الساق أسفل الركبة مع الاحتفاظ بالأوردة والأعصاب قبل أن تخضع لعلاج كيميائى استمر لنحو تسعة أشهر تحملت فيه آلام مبرحة بسبب العملية الجراحية.
وأجرى مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى النمسا مقابلة مع الشابة المصرية الملقبة من قبل الصحافة الألمانية بـ "الملكة نفرتيتى" للتعرف على تجربتها الشجاعة فى الصراع مع مرض السرطان، فقالت الفتاة "‘إنها كانت تعيش قبل نحو عامين حياة طبيعية مع أسرتها المصرية فى كنف والديها وأشقائها الأربعة فى مدينة فيينا بلا شكوى، قبل أن يبدأ شعورها بالقلق بسبب ظهور آلام بسيطة أسفل الركبة ازدادت تدريجيا ليصبح ورما كبيرا ظاهرا للعيان لتأتى نتيجة التشخيص الكيميائى صادمة "بأننى مصابة بورم خبيث" بدأت بعدها مرحلة طويلة من العلاج الكيميائى تقبلت بآثاره الجانبية.
واستطردت الفتاة المصرية قائلة إنها عانت من التهابات فى كامل جسدها قبل أن يتم وقف العلاج الكيميائى والطبيعى عقب اتخاذ القرار بإجراء عملية جراحية خطيرة على الرغم من عدم تقلص حجم الورم، حيث تم استئصال عظام الساق بالكامل أسفل مفصل الركبة الذى تم الإبقاء عليه.
وأكدت الفتاة المصرية أنها حاولت جاهدة أن تبقى قوية، لإيمانها بأن المريض كالمصارع يقع إذا خارت قواه وقالت بلهجة تحد، لقد عاهدت نفسى ما أن أهزم هذا المرض أو يهزمنى متسلحة فى ذلك بالإيمان بقضاء الله، ويقينى أن المرض هو ابتلاء من الله.
وأوضحت الشابة المصرية النمساوية أن الأطباء فى النمسا اقترحوا عليها التوجه إلى مدينة فى جنوب ألمانيا، حيث يوجد منتجع للاستشفاء متخصص فى علاج حالتها، حيث قضت عام 2013 فى التنقل بين مستشفيات الرعاية الفائقة فى النمسا واختتمت نفس العام فى مدينة "تانهايم" الألمانية،حيث قضت فترة النقاهة فى منتجع "شفارتسفالد" الذى يتميز بوجود مرضى فى عمرها ممن يتعافون من نفس المرض، فكان أفضل مواساة لها، وبدأت فى التأقلم مع الإعاقة المستديمة"وبدأت التدريب اليومى بإصرار وعزيمة على جهاز المشى وشعرت بتحسن ملموس وشرعت تخطو كالفراشة وباعتدال كملكة مصرية متوجة تعافت وعادت تمشى على أرجلها بعد أن استعانت بجبيرة خاصة تدربت على استخدامها بشكل طبيعى.
وأوضحت الشابة المصرية أنها بدأت الآن تعيش حياة هادئة، غير مستبعدة فى المقابل عودة المرض مرة أخرى وهى تهتم الآن بدراستها وتتمنى أن يمد الله فى عمرها ويمنحها الصحة حتى تحصل على "الثانوية العامة" النمساوية التى تأخرت فيها بسبب مرضها، وتواصل دراستها فى كلية الهندسة التى تحلم بها، كما توجهت بخالص الشكر والتقدير لإدارة مستشفى "سانكت أنا" فى فيينا على المجهود الإنسانى والخرافى وما قدموه من رعاية واهتمام ساهم فى سرعة علاجها خاصة ممرضات قسم السرطان.