احتجزت حكومة الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو عشرات الطلبة المحتجين، أمس الجمعة، فى حين استمرت الاضطرابات فى فنزويلا بعد مقتل ثلاثة فى أعمال عنف شابت المظاهرات هذا الأسبوع.

وتجمع المتظاهرون مرة أخرى فى المدن المختلفة، وأغلقوا الطرق وأشعلوا الإطارات، للتنديد بقمع المحتجين وتوجيه انتقادات حادة لمادورو، بسبب تفشى الجريمة ونقص المنتجات الأساسية.

وقال طالب يدعى ماركوس متى (22 عاما) لرويترز فى كراكاس "سنبقى فى الشوارع للأسباب ذاتها التى دفعتنا للخروج بالأمس وأمس الأول، التضخم وانعدام الأمن والدولة القمعية التى ترفض الإفراج عن زملائنا".

وتجمع نحو 500 شخص فى ميدان فى كراكاس كان معقلا لاحتجاجات سابقة للمعارضة، مرددين هتافات ورافعين لافتات فى تحد لحظر يفرضه الرئيس على المظاهرات.

ويتهم مادورو (51 عاما) معارضيه بالسعى للانقلاب عليه فى تكرار للأحداث التى جرت فى البلاد عام 2002، حين أدت احتجاجات عارمة إلى انقلاب أطاح بتشافيز لفترة قصيرة، ومادورو سائق حافلة وزعيم نقابى انتخب رئيسا بعد وفاة تشافيز، متعهدا بالحفاظ على النهج اليسارى للزعيم الراحل.

ولا توجد علامات على أن الاضطرابات الحالية ستطيح بمادورو، ولا يوجد ما يشير إلى أن الجيش يمكن أن ينقلب عليه.

وفى الحقيقة، فإن الاحتجاجات قد تعطيه فرصة لتوحيد الفصائل المتنافسة فى الحزب الاشتراكى الحاكم، ولتفتيت المعارضة، حيث يعارض كثير من المعتدلين أسلوب المظاهرات وصرف انتباه المواطنين عن المشكلات الاقتصادية ودعا مادورو أنصاره للتظاهر فى شوارع كراكاس، اليوم السبت، وأصر على منع المظاهرات غير المصرح بها.

ويقول نشطاء فى المعارضة إن نحو 150 محتجا اعتقلوا فى الأسبوعين الماضيين، بعد أعمال العنف التى وقعت يوم الأربعاء، وإن نحو 90 منهم ما زالوا محتجزين وتقدر الحكومة عدد المعتقلين بنحو 70.

ويقول زملاء للزعيم المعارض المتشدد ليوبولدو لوبيز الذى تصفه الحكومة بأنه "وجه الفاشية" وداعية للعنف، إنه لا يزال فى بيته فى كراكاس أمس الجمعة رغم مذكرة الاعتقال التى أصدرها قاض ضده.

ويقول لوبيز: إن محرضين تسللوا إلى الاحتجاجات السلمية التى تعرضت للهجوم من جانب ميليشيات مؤيدة للحكومة.

وتحدى لوبيز (42 عاما) الذى درس الاقتصاد فى الولايات المتحدة وزعيم حزب الإرادة الشعبية مادورو أن يعتقله فى رسالة على حسابه الشخصى على تويتر وسأله عما يؤخره.