سلطت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية الضوء على إحدى العمليات الجراحية الصعبة والنادرة للغاية، حيث خضعت طفلة بريطانية فى مرحلة التكوين الجنينى داخل رحم أمها، وعلى الرغم من أن فرص نجاتها لم تتعد 10%، وذلك بسبب إصابتها بمرض خطير جداً يعرف باسم فتق الحجاب الحاجز الخلقى " congenital diaphragmatic hernia".

الطفلة تدعى "هوب رولينجز"، واكتشف الأطباء إصابتها بعدم وجود غشاء حجاب حاجز خلال خضوع والدتها لبعض الأشعة التشخيصية الروتينية خلال الأسبوع العشرين من فترة الحمل، وهو غشاء ضرورى للفصل بين التجويف الصدرى الذى يحتوى على القلب والرئتين والأضلاع، وبين التجويف البطنى، كما أنه له دوراً مهماً فى عملية التنفس، ومساعدة الرئة على التمدد والسماح بدخول الهواء فيها.

وأشار التقرير إلى أن ولادة هذه الطفلة المسكينة بدون حجاب حاجز كان سيتسبب فى وفتها فوراً بسبب اندفاع أحشائها الداخلية بمنطقة البطن نحو رئتيها، وما ينتج عن ذلك من هرس وسحق الرئة، وأخبر الأطباء والديها بأن احتمالات بقائها على قيد الحياة ضئيلة جداً قد تقترب من الصفر إذا لم تخضع لعملية جراحية عاجلة.

وخضعت "هوب" بالفعل للعملية الجراحية داخل رحم أمها، ولم يتعد طولها آنذاك 22.2 سم، وقام الأطباء بإجراء عملية مبتكرة استغرقت 30 دقيقة، أدخلوا خلالها بالونة من نوع خاص تم ملؤها بمحلول ملحى داخل صدر الجنين لتسمح لرئتيها بالتمدد، وعلى الرغم من نجاح العملية إلا أن فرص بقائها على قيد الحياة تراوحت بين 10 إلى 20% فقط.

وعقب الولادة فى الأسبوع 35 أصيب الجميع بالدهشة والمفاجئة، حيث ظلت الطفلة على قيد الحياة ولم تصب بأى سوء؛ لذا أطلق أبواها عليها اسم "هوب HOPE" أى "الأمل"، وخضعت بعد ذلك لعملية جراحية استمرت ثلاث ساعات، قام الأطباء خلالها بتركيب حجاب حاجز صناعى، وكانت النتائج مثيرة أيضاً، حيث واستقرت حالتها وأصبحت طبيعية للغاية، وهى تبلغ الآن من العمر 10 أشهر.