يعتبر "الحزاز" من الأمراض الجلدية المزمنة التى تنتشر فى العالم كله، وهو مرض مناعى يصيب بشكل أساسى الجلد والأغشية المخاطية المختلفة فى الجسم؛ نتيجة أجسام غريبة تخترق الجلد بدون سبب، ومنه نوعان "مزمن، وحاد"، ويتميز بتقرحات سطحية ذات لون أقرب لـ"البنفسجى"، ويسبب "هرش حاد" وتهيج للجلد وكأنه "جرب"، ويظهر "الحزاز" فى أى مكان فى جسم الإنسان، لكن المناطق الأكثر شيوعا للإصابة به هى، بطن الساعد "اليدين" والرقبة والأرجل وأسفل الظهر والكتفين وفروة الرأس، كما يظهر فى الفم والأعضاء التناسلية وبين طيات الجلد.

ويقول الدكتور سعيد محمد سعيد استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية، إن مرض "الحزاز" غير معدٍ، ويظهر للذكور والإناث وفى أى سن خاصة فترة منتصف العمر، وتتعدد أشكاله على الجلد، مثل الحزاز الدائرى أو الخطى أو الهرمى، ولكن أشهرهم الدائرى، ويوجد أيضا "الحزاز الشمسى" الذى يظهر فى الوجه بسبب التعرض للشمس.

ويصاب الإنسان بـ"الحزاز" فجأة؛ نتيجة أجسام غريبة تهاجم الجهاز المناعى من خلال الخلايا الليمفاوية، ولم يعرف سبب ظهوره الرئيسى حتى الآن، لكنه لوحظ أن الأورام الخبيثة، وتقرحات القولون، والأمراض المناعية، وأمراض الكبد، وفيروس "c" قد تكون أحد العوامل المساعدة للإصابة به، لأنه بعلاج هذه الأمراض قد يختفى الحزاز نهائيا، وقد يظهر عند الإصابة بها مرة أخرى.

ويشير دكتور سعيد، إلى أن "الحزاز" يتم تشخيصه من خلال الفحص السريرى، إذ يظهر على الجلد بشكل واضح، كما أن التاريخ المرضى الذى يرويه المصاب يساعد أيضا فى التشخيص، ويمكن الاستعانة بعينه "Biopsy" من الجلد المصاب للوصول للتشخيص المؤكد، ويتم من خلالها معاينة انتشار وتوزيع الخلايا، إضافة إلى إجراء فحوصات لاختبار وجود عدوى التهاب الكبد الفيروسى، واختبار وجود حساسية لدى المريض.

ويحذر دكتور سعيد، من انتشار "الحزاز" فى الفم والحلق والأغشية المخاطية، لأنه يسبب الأورام السرطانية، كما يشدد على سرعة علاجه إذا ظهر بفروة الرأس ومنبت الشعر لأنه يؤدى إلى تساقط الشعر، ويسبب "صلع" لا يمكن علاجه حتى بعد التخلص من مرض الحزاز، وينصح المريض بالابتعاد عن الضغوط والانفعالات والتعصب لأن الحالة النفسية السيئة تساعد فى زيادة انتشاره بأماكن أخرى غير المصابة، وأن عدم الاهتمام بعلاج "الحزاز" يسمح بتغير لون المناطق المصابة الى اللون الداكن أكثر فأكثر، وزيادة الاضطراب النفسى الناتج عن تهيج الجلد والهرش الحاد.

ويؤكد دكتور سعيد، أنه يمكن الشفاء من "الحزاز" بدون علاج دوائى، لكن بعد فترة طويلة قد تمتد لسنتين، لأنه غالبا مايكون العلاج الدوائى غير مُرضٍ "un statis factory"، ويعتمد الأطباء عادة على أقوى أنواع الكورتيزون "high potency cortisone" ، للتخلص من "الحزاز"، إلى جانب بعض الأدوية الملطفة للجلد للحد من الهرش والحكة.