التواصل مع الطفل من الخطوات الأساسية للبناء النفسى السليم للطفل منذ اليوم الأول، ويساعد التواصل على خلق شخصية سليمة ومترابطة أسرياً من خلال مجموعة من الخطوات التى يجب أن تقوم بها الأم منذ فترة الرضاعة، لذا تنصح الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، كل أم، بإظهار الحب والترابط للطفل الرضيع.

وتقول: "يتطور طفلك منذ ولادته بصورة متلاحقة وعجيبة، وكل إنجاز يحققه الطفل، وكل مرحلة يجتازها بنجاح مرتبطة ارتباطا وثيقا بكل ما تفعلينه، ولضمان أن يكون الرضيع سعيدا وأمنا، هناك دعامتان للبناء النفسى السليم له، وهما الحب واللعب، فالترابط العاطفى تجربة رائعة تتعلم من خلالها الأم مشاعر الحب وتنقلها للطفل، وتزداد قوة الترابط فى كل مرة يتفاعلان فيهما معا".

وعن خطوات الترابط بين الأم ووليدها، تقول "تظهر الخطوة الأولى فى الترابط بعد الولادة بسلام، وتعتمد على أن تأخذ الأم طفلها بين أحضانها مباشرة وتضعه على صدرها، وتحاول إرضاعه، فضربات قلب الأم تشعر المولود بالأمان، لأنه اعتاد على سماع هذه الضربات وقت الحمل، والخطوة الثانية هى أن تتأكد الأم أن طفلها يحب سماع حديثها، فهو يستجيب لنغمة صوتها، فنجده يدير رأسه نحو الصوت، ويعبر عن سعادته بتحريك ساقيه، ويجب النظر إليه والأم تحدثه، فالاتصال البصرى يعزز من مستوى التفاهم بين الأم والمولود، وهو البداية الأولى للمهارات الاجتماعية.

أما الخطوة الثالثة فتعتمد على تنمية الثقة عند الرضيع، فالطفل يبدأ فى الأسابيع الأولى من حياته بالابتسام، عندما يشعر بالطمأنينة والراحة، ومن أهم النصائح أن تحترم خصوصية الطفل، فلا تحمله فجأة أو تزجه بعنف، أو أن تضىء الأنوار العالية فجأة، لأن هذه التصرفات تحدث تذبذبًا فى وجدانه لا يظهر إلا بعد فترة.