بعد عقد من هبوطه على سطح كوكب المريخ، لا يزال "أوبورتيونيتى" مسبار وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية ناسا يدمدم على سطح الكوكب حتى يومنا هذا.

المسبار أصابه بعض العطب، فواحدة من عجلاته الست، بالإضافة إلى جهازين مثبتين على متنه توقفوا عن العمل منذ فترة طويلة. كما يعانى مشكلات أيضا فى أحد مفاصله وذاكرته الافتراضية تصاب بالضعف بين حين وآخر.

غير أن تلك المشكلات تعد بسيطة للغاية بالنسبة لمسبار خرج فى مغامرة، كان يقدر لها ألا تستمر أكثر من ثلاثة أشهر.

وقدم علماء ناسا عرضا أمس، الخميس، قبيل حلول الذكرى السنوية لإطلاق أوبورتيونيتى اليوم، حيث ظهرت صخرة فى إحدى الصور لم تكن موجودة فى موقعها هذا قبل اثنى عشر يوما.

من جانبه أوضح ستيف سكوايرز، الباحث الرئيسى فى برنامج المسبار أوبوتيونيتى، أن المسبار ربما تمكن من إبراز الصخرة للسطح أثناء محاولة للدوران.

وأضاف "سكوايرز" أن تلك الصخرة تحمل رسالة للعلماء "ما نراه.. سطح، الجانب السفلى للصخرة فى شكله الأصلى الذى لم يتعرض لمناخ المريخ ربما لمليارات السنين.. نحن إذن أمام شىء لا تتاح لنا فرصة رؤيته عادة".

وأضاف أن أوبورتيونيتى يمثل قصة اكتشاف متواصلة "المريخ ما زال يلقى لنا بأشياء جديدة.. تلك الاكتشافات غير المتوقعة هى السر وراء بقاء تلك المهمة (مغامرة) تحمل هذا القدر من الإثارة".

وهبط المسبار على سطح المريخ فى الرابع والعشرين من يناير عام 2004، بعد عدة أسابيع من هبوط توأمه "سبيريت".

وتجاوز المسباران عمرهما الافتراضى بسنوات، لكن سبيريت توقف عن إرسال إشارات للأرض عام 2010، بعدما علق فى الرمال، فيما قطع أوبورتيونيتى مسافة تسعة وثلاثين كيلو مترا.

أما مسبار ناسا الذى يعمل بالطاقة الشمسية فموجود الآن فى بقعة مشمسة على أطراف منطقة فوهة انديفور، حيث يقضى الشتاء السادس له يحرك الصخور والغبار.

وكان المسباران قد كشفا فى وقت سابق أن المريخ كان كوكبا مداريا رطبا، غير أن آثار المياه التى ظهرت أشارت إلى أن درجة حموضة مرتفعة لم تكن الميكروبات لتتمكن من البقاء فيها.

ومؤخرا اكتشف أوبورتيونيتى شاهدا جيولوجيا يؤكد وجود مياه عند فوهة إنديفور أكثر ملاءمة للشرب، فى دفعة معنوية كبيرة للعلماء الذين يبحثون عن كواكب غير الأرض ربما تحوى أشكالا لحياة بدائية.