حذر المستشار الخاص للأمم المتحدة المعنى بمنع الإبادة الجماعية من أن ثمة "خطرا كبيرا من وجود جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعة" فى جمهورية أفريقيا الوسطى.

جاء ذلك فى معرض الإفادة التى قدمها أداما دينج ومسئولون آخرون بالأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولى، أمس الأربعاء، فيما يتعلق بالعنف المستمر وغير المسبوق بين المسيحيين والمسلمين فى واحدة من أفقر بلدان العالم.

وتحدثوا عن أطفال تعرضوا لقطع الرأس وقرى احترقت بالكامل وانتهاك كامل للقانون والنظام، ودعوا إلى انتشار المزيد من قوات حفظ السلام بأسرع وقت ممكن.

لكنهم أعربوا عن أملهم فى الرئيسة الانتقالية التى انتخبت الأسبوع الجارى، لتكون أول سيدة تتولى سدة الرئاسة فى تاريخ البلاد، وأيضا فى مبلغ الـ 496 مليون دولار أمريكى الذى تعهد به المانحون الدوليون كمساعدات إنسانية جديدة.
وقتل عدد هائل من الأشخاص منذ انقلاب مارس 2013 الذى قام به متمردون مسلمون، والذى أفضى إلى انهيار السلام القائم سابقا بين المسلمين والمسيحين فى هذا البلد الحبيس والريفى إلى حد كبير.
"مستوى الكراهية بين هذه المجتمعات صدمنى"، على حد قول دينج خلال إدراجه تقارير واسعة النطاق عن عمليات إعدام سريعة وتشويه وعنف جنسى من بين انتهاكات حقوقية "واسعة وهائلة".

وأضاف أن استعادة السلام ستكون صعبة "من دون معالجة الثقافة السائدة حاليا عن الإفلات من العقاب." ورحب مسئولو الأمم المتحدة بموافقة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى الأسبوع الجارى على السماح بإمكانية إرسال قوة عسكرية مشتركة قوامها نحو 500 جندى لمساعدة نحو 1600 جندى فرنسى ونحو 4600 جندى أفريقى يحاولون استعادة النظام فى البلاد.
وليس لدى الأمم المتحدة قوة حفظ سلام فى جمهورية أفريقيا الوسطى، لكن ثمة اهتماما بذلك بين أعضاء مجلس الأمن.
الممثل الدائم للأردن لدى الأمم المتحدة الأمير زيد الحسين قال "إن ثمة شعورا بأن الوضع تدهور إلى نقطة حيث تتطلب المزيد من المساعدات بقدر الإمكان" سواء من القوة الأفريقية أو مكتب الأمم المتحدة لبناء السلام فى هذا البلد.
وجاءت إفادة دينج والمسئولين الآخرين بعد زيارة لجمهورية أفريقيا الوسطى الشهر الماضى مع تصاعد العنف.

ومن بين الأرقام التى توصلوا إليها:
نحو نصف مليون نازح، نصفهم تقريبا من الأطفال.

- نحو ستة آلاف طفل مرتبطون تقريبا بجماعات مسلحة.

- نحو مائة ألف شخص ينامون فى العراء فى المطار فى العاصمة بانغى.

- الآلاف يختبئون فى الغابات.

- نحو 246 ألف لاجئ.

وفى المجمل، تأثر أكثر من نصف سكان البلاد من العنف، حسبما قالت كيونج وا كانج، نائب منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة.