رغم الظلام الذى يحاصره، إلا أنه يحاول أن يملأ العالم حوله بالألوان، بمجوعة من الأوراق والألوان الزيتية، يكفيه فقط أن يتحسس بأنامله الموجودات المحيطة به، ليحولها إلى لوحة مكتملة التفاصيل.

أحمد ناجى (32 سنة)، فنان كفيف استطاع أن يحصل على جوائز عربية وعالمية فى مجالات الرسم والنحت مانعًا عجزه من إعاقة موهبته، ويحكى ناجى عن تجربته لـ"اليوم السابع": "بدايتى كانت مع النحت بالطين الأسوانى فى 2006 بعدها بـ3 سنين قررت أرسم، فمن خلال عملى كمرشد أثرى للمكفوفين فى المتحف المصرى عرفت طريق ورش لإدارة مواهب المكفوفين، وشاركت بعدة أعمال فى صالون فنى خاص بمركز سعد زغلول لرعاية مواهب من ذوى الاحتياجات الخاصة".

وحتى ناجى فاجأته موهبته فيقول "ماكنتش متخيل إنى أرسم وأنا ضرير لكن بدأت استغل نسبة الإبصار البسيطة اللى عندى فى التعرف على اللون والشكل، خاصة أنى مش بشوف غير ألوان أسود وأبيض وأحمر وبستخدم ألوان زيت ولوحات من خلال اللمس لبعض المجسمات شجر وبيوت وحيوانات".

ويكمل "من خلال حركة يدى عملت لوحتين "الفازة والهرم"، بعدها تدربت على الرسم وتذوقت الفن بالموسيقى، فكنت أسمع عمر خيرت وأتخيل صوت الإيقاع وأرسم شكل الآلة على ورقة".

ويرجع ناجى الفضل فى نجاحه إلى والدته، ويوضح "عمرى ما حسيت إنى مش بشوف بالعكس أمى حسستنى إنى إنسان طبيعى وشجعتنى أشارك فى الأنشطة المدرسية والجامعية"، ونجح حتى شارك بلوحات كثيرة فى مسابقات محلية ودولية فاز خلالها بأكثر من 15 جائزة كأفضل فنان تشكيلى كفيف: "دخلت بلوحة الفازة صالون الفن الخاص فى 2009، ونلت جائزة لجنة التحكيم وتسلمت جائزة عن مجموعة من اللوحات شاركت بها فى صالون الفن الخاص فى دورته الثالثة فى 2011 وتوالت المشاركات، فحصلت على المركز الثانى فى دورته الرابعة، وحصلت على المركز الأول فى معرض أرمينيا فى 2013، وكرمت من قطاع الفنون التشكيلية وحصلت على درع معرض الإدارة العامة للتمكين الثقافى لذوى الاحتياجات الخاصة تابع للهيئة العامة لقصور الثقافة فى 2010، وعملت أول معرض خاص بأعمالى فى عام 2013".

إضافة إلى ذلك تم تكريم ناجى فى عدد من الدول العربية منها السعودية فى مهرجان العطاء والكويت فى مهرجان الإرادة على لوحة بورترية جسد فيها عضلات الوجه المشدودة والمرتخية وقت البكاء والضحك.