حث رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، الأتراك على الاحتشاد حوله لمحاربة ما وصفه بمؤامرة قذرة تنفذها عناصر مدعومة من الخارج، تستهدف "الخبز على موائدكم والأموال فى جيوبكم وعرق جبينكم".

وقال أردوغان فى كلمة أذاعها التليفزيون، بمناسبة العام الجديد "التاريخ لن يغفر لمن تورطوا فى هذه اللعبة." وكرس أردوغان كلمته للحديث عن تحقيق فى مزاعم فساد يقول إنه دبر فى أروقة الشرطة، والقضاء لتقويض حكومته وإضعاف نفوذها فى الشرق الأوسط وخارجه.
وقال أردوغان فى كلمته "أدعو أبناء شعبنا الستة والسبعين مليونًا فردًا فردًا إلى الدفاع عن أنفسهم والدفاع عن الديمقراطية، وأن يكونوا صفًا واحدًا فى مواجهة هذه الهجمات القبيحة على بلدنا."
وقال أردوغان "هذه المؤامرة تستهدفكم جميعًا بلا استثناء أيا كان الحزب الذى تؤيدونه. تستهدف الخبز على موائدكم والأموال فى جيوبكم وعرق جبينكم."
ويصور أردوغان الذى فاز فى ثلاثة انتخابات متعاقبة الفضيحة على أنها حملة من جانب قوى ظلامية فى الداخل ومنظمات مالية أجنبية ووسائل إعلام وحكومات يسيئها أن تتبع تركيا سياسة خارجية أكثر استقلالية عن حلف شمال الأطلسى والولايات المتحدة.
وقال أردوغان "الدوائر التى لا ترتاح لنجاح تركيا ونموها الاقتصادى وسياستها الخارجية النشطة ومشاريعها ذات النطاق العالمى نفذت مؤامرة جديدة ضد تركيا."
وحقق أردوغان هيمنة كبيرة منذ فوز حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه فى انتخابات عام 2002، استنادًا إلى وعود بالقضاء على الفساد، ومن شأنه الإطاحة به من السلطة فى فضيحة فساد أن يسبب صدمة مؤلمة لتركيا.

لكن لا يزال فى وسعه الدعوة لانتخابات مبكرة لإظهار استمرار شعبيته الواسعة وزيادة قدرته على التصدى للاتهامات الموجهة إليه.

وقال أردوغان أيضًا، إن التحقيق يستهدف تقويض "صورة الإخاء" فى عملية السلام الهشة مع المقاتلين الأكراد، التى بدأت فى عام 2012 وتهدف إلى إنهاء الصراع الذى سقط فيه 40 ألف قتيل.

وقال أردوغان، إن الاحتجاجات المناهضة للحكومة التى اجتاحت تركيا فى يونيو، وفجرها قمع الشرطة لمظاهرة احتجاج على خطط تطوير متنزه جيزى، فى وسط إسطنبول كانت جزءًا من المؤامرة ذاتها.

وأضاف "مثلما كانت أحداث جيزى تتستر وراء الأشجار والمتنزهات والبيئة تخفت مؤامرة 17 ديسمبر وراء ستار الفساد."
وقال إنه ليس من قبيل المصادفة أنها تزامنت مع ما وصفه بأنجح سنة فى تاريخ تركيا الحديثة الممتد 90 عامًا.

وشهدت السنة ارتفاع أسواق المال التركية إلى مستويات قياسية وتحسنًا فى تصنيف الجدارة الائتمانية، وسداد ديون البلاد المستحقة لصندوق النقد الدولى.

واختتم أردوغان كلمته بنبرة تحدٍ، قائلا إن عام 2014 سيكون العام الذى ستمضى فيه محادثات الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبى قدما وستزيد فيه وتيرة تطبيق الإصلاحات الديمقراطية.

وأضاف "لا تقلقوا: تركيا فى أيدٍ أمينة وتواصل مسيرتها الظافرة نحو المستقبل."