لأكثر من خمسة عشر عاما، ترتبط عزة سلطان بالسرد فى مقاطعه القصيرة، والمكثفة، وتبتعد عن الرواية بشكل واضح، وتصرح بذلك، وعلى الرغم من تدشين النقاد بأن هذا زمن الرواية، لم تجرب سلطان من قبل أن تكتب الرواية، وكانت تصرح بأن القصة تكفى طموحاتها، لكن على ما يبدو أن سماء هذه الطموحات قد انفتح لآفاق أرحب، حيث خطت الكاتبة روايتها الأولى منذ عامين، وظلت مخطوطا تداوله عدد محدود للغاية من الأصدقاء بينهم ناشر الرواية الحالية إسلام عبد المعطى، حين بدأ يدفعا لنشر هذا العمل المختلف عن السائد، والكاسر لقواعد كتابة الأنثى عن الأنثى.

وعزة سلطان كاتبة قصة مصرية ظهرت مجموعتها القصصية الأولى «امرأة تلد رجلًا يشبهك» عام 1998 ولاقت اهتمامًا نقديًا، وفى العام نفسه ظهرت مجموعتها القصصية الأولى للأطفال «رحلة الحمامة العجيبة» ومجموعتها القصصية الرائعة التى لاقت إهتماماً نقديًا أيضًا

"جسد باتساع الوطن" وأيضًا كانت لافتة، ثم أصبحت عزة تختفى لتظهر بعد فترة بعمل جديد، وتصدّر اسمها تنويعات مختلفة من الإبداع فهى تكتب القصة القصيرة وقصص الأطفال، والرواية للناشئة، والبحث الأكاديمى، كما عنون اسمها مقالات نقدية فى النقد الثقافى وقراءات الكتب وكذلك النقد السينمائى.. وأخيرًا صدرت روايتها الأولى «تدريبات على القسوة» عن دار روافد بالقاهرة.

و"تدريبات على القسوة" هو عنوان الرواية التى صدرت عن دار روافد فى 258 صفحة بغلاف لا يقل قسوة عن العنوان صممته غادة خليفة.

ورغم أن عزة دأبت عبر سنوات طويلة على كتابة القصة القصيرة، واعتبارها فضاء يتسع للبوح ومناقشة قضاياها المقترحة،. ولكنها قررت أن تنضم إلى عالم الرواية، وقالت، إنها شرعت فى إعداد تدريبات على القسوة منطلقة من مقولتها المستقاة من الرواية، إن القسوة نتعلمها ممن نحب وليس ممن نكره، وعبر هذه الرواية تسعى الكاتبة إلى تجريد المجتمع من زيفه تجاه الكثير من الشعارات البراقة، خاصة فيما يتعلق بالمرأة، بل إنها تكشف وبشكل قاس عن طبيعة العلاقات بين المرأة/ والمرأة فى أدنى مستوياتها وأعلاها، طارحة تيمة زمنية آنية فى كل الأحداث رغم مرورها عبر أكثر من ثلاثين عامًا، تعيشيها بطلة الأحداث.

وتميل عزة سلطان إلى تجهيل الأسماء، فى إشارة منها إلى أن الأمر ليس حِكراً على امرأة بعينها وإنما ينسحب على كثيرات، يواجهن ظروف صعبة إنسانية، تأخذ من أرواحهن وتجردهن من أنوثتهن مستبدلة تلك الأنوثة الطازجة بأخرى قابلة للاستغلال والتمرير عبر وعى متوطئ.

وتطرح الكاتبة فى روايتها عددا من الرؤى والتساؤلات، تلك التساؤلات التى يجنى الكاتب إجابتها من خلال متابعة شيقة للنص، فعلى الرغم، من أن هناك كتابة مفاجئة للقارئ، من حيث تناولها الحسى لبعض التفاصيل فى العلاقة بين الرجل والمرأة وعلاقة المرأة بالمرأة، فقد حرصت الكاتبة على تخفيف حدة الصدمة بوجود خط سردى حنينى، بين البطلة/ وصديقة لها تقدمها كضمير.

ويأتى موضوع الرواية حول امرأة تقرر أن تستخدم كل امكانياتها الذهنية والجسدية لصالحها فتصبح عاهرة من نوع مختلف عن السائد، هذه المهنة التى تكشف من خلالها عن زيف العلاقات الإنسانية، والتغيرات الاجتماعية التى تدفع بالمرأة لنوع سلوكى مؤذى على كل المقاييس.

وقد يبدو أن تناول العهر فى عمل أدبى أمر قديم وهو صحيح بشكل نسبى، إلا أن سلطان قد قدمت الموضوع فى روايتها بشكل جديد ومغاير لما هو متوقع، حتى أن لغة النص تأتى فى صراحة ووضوح، بحيث تكسر الخجل المصنع من جانب القارئ.

والرواية تحمل أوجه متنوعة من كسر الايقاع وكشف الواقع من حيث اللغة والمضمون، والشخصيات، والعمل يحتاج لقراءة مختلفة وعميقة.

وتصرح عزة سلطان، أنها كانت متخوفة من نشر الرواية نظرا لاحتوائه على بعض المشاهد الايروتيكية، إلا أن ما شجعها على نشرها أن مجموعة أصدقائها الذين قرأوا المخطوط كانوا ينتهون من قراءاتها فى يومين وعلى الأكثر أربعة أيام فى حالة الانشغال الشديد. إلا أنها تصرح أنها مازالت متخوفة من طريقة استقبال العمل وقراءاتها من قبل القارئ العادى فى ظل حديث مفرط عن الجنس، وواقع متحرش بشكل كبير.

يذكر أن عزة سلطان، صدر لها من قبل مجموعات قصصية،"تماما كما يحدث فى السينما".، "أحمد رجل عادى جداً"- "امرأة تلد رجلاً يشبهك"

وفى أدب الأطفال "المسرح" " نشأة الكون" و"الفضاء والطيران" و"الإذاعة"". بنات قريتنا" "رحلة إلى حصة الكمبيوتر " و"بطلة حقيقية" و"حصتى فى المكتبة"، و"لماذا أنا صغير" و"دنجى يعود ثانية" و"الحيوانات المرحة" و"دليل مسرح الطفل البيئى" و"رحلة الحمامة العجيبة".