تعتبر المهارات المكتسبة والخبرة هما الداعمان الأكبر فى عملية المشاركة السياسية والتى لا تقل أهمية عن المشاركة المجتمعية، بما تحمله من درجة كبيرة لوعى الشخص بذاته وبمن حوله وبواجباته نحو كل من حوله.

يقول الدكتور سمير غنيم "استشارى التنمية البشرية بهيئة الأمم المتحدة": "القبول والرفض والمقاطعة عن المشاركة الانتخابية ليست هى المشكلة الأكبر، فالدور الرئيسى لتنمية الإنسان وبناء شخصيته فى إكسابه المهارة والخبرة لإعطائه القدرة على اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب للموضوع المناسب.

ويضيف: هذا القرار فى حد ذاته هو نمو فى شخصية كل إنسان يستطيع أن يثبت ذلك من خلال قدرته على فهم وإدراك واقعى لما يحيط به من اضطراب، وفقد الأمن والاستقرار وضعف الحالة الاقتصادية، كما يمنحه الخبرة الضرورية لاجتياز هذا الموقف بنجاح بالوعى التام، وأن الدستور هو عمل إنسانى يحمل فى طياته الصواب والخطأ، والإلمام بنقاط القوة والضعف لديه فى أن القوة فى كيفية التعايش السلمى مع الكيف لندرك الكم ومن هنا نستطيع أن نغير ونطور ومن هنا نبدأ بالتغيير دائما إلى الأفضل.

ويضيف "غنيم" الرغبة فى التغيير والتطور دفع الإنسان إلى التفكير فى دستور ينظم حياته ويحفظها وأجبره على كتابته وصياغته ليستفيد منه ويجدد فيه وقت الحاجة إلى ذلك، فالمحاور كلها تدور حول الإنسان الذى هو نواة أى مجتمع وثروته، لأنها تعكس القدرة على اتخاذ القرار والتعامل مع المتغيرات وأن نجعل العالم ينحنى أمام قدرة الإنسان على قيادة التغيير.