بعيداً عن أفلام الخيال العلمي التي تطير فيها المركبات، كيف سيكون شكل السيارات بعد حوالى 40 سنة؟



شركات السيارات في الآونة الأخيرة تحاول أن تصف كيف ستكون في عام 2020، من تلك الصفات: أنها ذاتية التحكم، أو كهربائية، ويمكن وصلها بالإنترنت أيضاً. هل يبدو هذا مثيراً؟ بالفعل هو كذلك لكن نحن نتساءل الآن على ما هو أبعد من ذلك، نتساءل ما هو شكل السيارة التي سنقودها بحلول العام 2050؟





في البداية، هل سيكون هناك سيارات أصلاً بحلول العام 2050؟ ألن يكون هذا الاختراع الذي عمره 150 عاماً قديماً ويمكن استبداله بشيء أحدث؟ هل ستقضي عليه المخاوف البيئية؟ هل سوف يكره الناس الجلوس خلف المقود كما تشير الدراسات؟ الإجابة هي: ربما. ولكن الواقع أن السيارات هي وسيلة مواصلات مريحة ومرنة، وتحقق رغبات الناس في الحركة بحرية واستقلالية وهي وسيلة آمنة للتنقل بنسبة كبيرة.

ولكن يجب علينا أن نعترف أن هذا النوع من المواصلات يأتي بمشكلات من ذوبان القطب الجنوبي إلى اختناق المدن الكبيرة بالدخان والزحام وتضاؤل الموارد، لذلك يفكر الكثيرون: ما الذي يمكن أن نفعله عام 2050 لكي نجعل السيارات أنظف وأكثر أماناً وأقل حجماً ومع ذلك أكثر متعة للقيادة؟



القيادة حرة اليدين

السيارات في 2050 سيكون لديها القدرة على الملاحة بدون الاعتماد على السائق، ومن المرجح أن ننظر لهذه السيارات على طرقاتنا قريباً.

هذه التقنية من "جنرال موتورز" تساعد على سير السيارة مسافات طويلة، ثم هناك مساعد الزحام من BMW، فعندما تسير السيارة في طريق مزدحم يكون هناك قائد سيارة محترف يتحكم في السيارات حتى تصل إلى وجهتها، وعندما تصل تستطيع الركن بطريقة محترفة!!

هل سيفعل السائق أي شيء؟ هل ستظل هناك أهمية لعجلة القيادة؟ السيارة ستتطلب غالباً مراقبة من السائق حيث يستطيع الانتقال بين وضع لآخر مثل الانتقال من القيادة على الطريق السريع إلى القيادة داخل المدينة.

بالطبع هذا سيؤدي إلى تقليل الحوادث إلى حد كبير، وسيؤدي إلى سيلان مروري أفضل وزحام أقل.

ولن تقف التغييرات عند هذا الحد، فمن المتوقع أيضاً أن يكون حجم السيارات أصغر، فضلاً عن انتشار السيارات الفردية، أي التي تحمل راكباً واحداً.

في مناطق كثيرة، يكون المترو وسيلة انتقال أكثر سلاسة ومرونة، ولكن هناك من لا يحب السير على قضبان آلية أو في أنفاق، لهذا فمن المنتظر أن تكون هناك خدمة سيارات تاكسي تقل 6 أفراد، كبديل للحافلات.

الحدود الرقمية

أصبحت شركات الحوسبة والبحث التكنولوجي شريكاً في ابتكار المركبات الآلية، بعض شركات السيارات تتعاون مع "آبل" بالفعل لدمج "سيري" في السيارات للمساعدة في وصف الطريق والزحام، سياراتنا ستكون مندمجة بالكامل مع أسلوب الحياة الإلكتروني بحلول العام 2050.

لا نعرف ماذا سيكون شكل الـ"فيسبوك"، و"آبل"، و"ميكروسوفت"، و"غوغل" بعد 30 عاماً، ولكن من المؤكد أن خدمات هذه الشركات ستكون متاحة في السيارات.





المحركات المتحولة

لكن ماذا سيدير هذه السيارات؟ هل ستدار كهربائياً؟ أم بالهيدروجين؟ أم سنكون مازلنا نعتمد على البنزين والديزل؟



غالباً ستدار بواسطة الكهرباء مع عدم وجود محرك للاحتراق الداخلي، وستكون الكهرباء غالباً هي مصدر الطاقة النظيف بحلول هذا الوقت، ولكن ماذا عن المسافات الطويلة؟ ستسمح الكهرباء بقطع حوالي 500 ميل ولكن شحنها سيكون صعباً ومكلفاً ويأخذ وقتاً طويلاً، لذلك سيكون الحل لقطع المسافات الطويلة هو محرك الاحتراق الداخلي، وتبذل شركات السيارات مجهوداً من أجل تحسين الكفاءة وتقليل الانبعاثات.

قد يكون هناك بديل وهو استخدام السيارات التي تعمل بالهيدروجين، حيث يتم تحويله إلى كهرباء، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى قيادة كهربائية سلسة مع انبعاث بخار الماء كعادم فقط، ورغم إن هذه التكنولوجيا قطعت شوطاً طويلاً إلا أنه هناك العديد من العوائق التي يجب التغلب عليها مثل كيف يمكن الحصول على الهيدروجين من الماء، لكن من غير المؤكد ما إذا كنا سنتمكن من حل هذه المشكلة بحلول عام 2050 .