يعتبر الجلد هو جهاز التكييس الخاص بالجسم, أى أنه يحافظ على درجة حرارة الجسم الداخلية، ويجعلها متوازنة، مهما اختلفت درجات الحرارة فى الخارج، سواء بالزيادة أو النقصان, وقد يحدث اضطراب فى هذا النظام وهو ما يؤدى إلى حدوث المشكلات الصحية!!!

من جانبه، يوضح الدكتور محسن سليمان، استشارى الأمراض الجلدية، أن الجلد لديه حيلا دفاعية للحفاظ على توازن الحرارة بجسم الإنسان، فهو فى الحر يفرز العرق ليخرج الحرارة من الجسم، وفى الشتاء ينكمش ويقشر الأوعية الدموية البسيطة التى بداخله، وذلك للاحتفاظ بأكبر قدر من الحرارة, ومن ثم فالعناية بالجلد فى الشتاء ضرورة حتمية للوقاية من مشاكل الشتاء.

ويشير "سليمان" إلى أن المشكلة هنا عندما يصاب الإنسان بالصدمة، والتى تحدث عند التغير المفاجئ فى درجات الحرارة، حيث يقوم الجلد بغلق الأوعية الدموية تماما، للحفاظ على درجة الحرارة، أطول فترة ممكنة، وهو ما يؤدى إلى حدوث غرغرينا بالجسم، وقد يصل الأمر إلى بتر أحد أعضاء الجسم.

وقد تسبب البرودة الشديدة إلى حدوث آلام فى الأطراف وزرقان فى الجلد، خاصة لصغار السن، أو من يعانون من مشاكل فى الدورة الدموية الطرفية.

لذا لابد من عناية خاصة للجلد فى الشتاء، عن طريق الاهتمام بالتدفئة العامة، ووضع المرطبات بشكل دائم على الجلد لمنع التشققات والجروح, والتى تعمل على ليونة الجلد, مع الاهتمام بتناول الأطعمة التى تعطى طاقة كالبروتينات، ومنها شوربة العدس, وارتداء الملابس التى تحتفظ بالحرارة مثل الصوف الذى يعمل على التدفئة المركزى للجسم.

كما يجب إعطاء مرضى الأنيميا أدوية لتوسيع الشرايين لتحسين الدورة الدموية، لرفع درجة حرارة الجسم الداخلية, وفى بعض الحالات ننصح بوضع قربة مياه دافئة على الأطراف للتدفئة.

وعلى الجانب الآخر توضح الدكتورة أميرة التودى، استشارى الأمراض الجلدية، أن هناك بعض الأمراض الجلدية التى تزداد فى فصل الشتاء, ومن بينها الإكزيما الجافة والتى تصيب كبار السن, وغالبا ما تحدث فى الطرف السفلى للجسم، وتسبب ضعفا فى القدم, كما تسبب البرودة فى ارتفاع القشرة فى فروة الرأس.

وفى الشتاء يزداد جفاف الجلد, خاصة مع عدم شرب المياه بالكميات الكافية للجسم, فتتكاثر الخلايا على الجلد ثم يحدث التشققات والجروح بالجلد.

كما يؤدى إلى حدوث اضطرابات عامة فى المناعة مما يسبب حدوث أمراض مناعية, كالذئبة الحمراء والتهابات بالجلد, وقد تترسب بعض البروتينات على جدران الأوعية الدموية, مما يغلقها تماما، وقد غرغرينا فى الأطراف!!!

وتوضح "التودى" أن لسعة الصقيع غالبا ما تصيب الأطراف والأنف وتسببها الانخفاض الشديد فى درجات الحرارة, والوقاية منها يكمن من خلال التدفئة المركزية للجسم عن طريق تدفئة الصدر والجلد بشكل كامل, وعدم التغير المفاجئ فى درجات الحرارة.