أكد الدكتور مدحت عبد الحميد، أبو زيد أستاذ الطب النفسى بجامعة الإسكندرية، أن كثرة الغضب الزائد تتسبب فى الإصابة بأمراض الشريان التاجى، وتتنوع وتتعدد الآثار الناجمة عن الغضب سواء كانت هذه الآثار مباشرة وقصيرة الأمد، تحدث أثناء الشعور بالغضب, أو آثار طويلة الأمد، لا تظهر بشكل فورى مباشر، وتلك الآثار جميعها تشتمل على جميع جوانب الشخصية الجسمية, والانفعالية, والسلوكية, والاجتماعية والذهنية, والروحية أيضًا.

وعندما يصبح الجسد فى حالة غضب فإن الجهاز العصبى السمبثاوى، وكذلك العضلات، يقومان بإعداد الجسم للاعتداء الجسدى، مما يؤدى إلى توتر العضلات، وارتفاع معدل ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، وكذلك زيادة مستويات إفراز الهرمونات والأدرينالين والنوادرينالين والسيترونين فى الدماغ، مما يؤثر عليها بطريقة سلبية، فترسل الخلايا العصبية المهادية رسائل عميقة للمخ ينجم عنها إفراز الكليتين لجرعات كبيرة من الأدرينالين والكورتيزول، فى مجرى الدم مما يساعد على الاحتفاظ بمستوى معتدل من ضغط الدم، إلا أن زيادة هذه المواد داخل الجسم تؤدى إلى تقلب ضغط الدم وتذبذبه عندما يكون الفرد غاضبًا.


وأوضح "أبو زيد " أن من أبرز التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للغضب، جحوظ العينين، واحتكاك الأسنان، واحمرار الوجه، وعسر الهضم، والتشنج العضلى، وصعوبة التنفس.

قال جمال بالنسبة للتأثيرات طويلة الأمد التى يسببها الغضب، ربما يتسبب الغضب فى رغبة الفرد فى حك الجسم "الهرش" لأن المادة الكيميائية التى تسمى بالهستامين, يتم إفرازها عندما يصبح الفرد غاضبًا؛ فيحتاجها الجسم لكى يتعامل مع شىء ما غير معتاد عليه، ومن أكثر ما يثير إفراز هذه المادة الحساسية لبعض الأشياء مثل: الغبار أو زغب الحيوانات الأليفة، كما أن هذه المادة تفرز أيضًا عندما يحاول الجسم رفض شىء ما بداخله وعندما يغضب الفرد من موقف ما فإنه يرفض بعض الأمور والتى تتسبب فى غضبه وهذا الرفض يؤدى بدوره إلى إفراز مادة الهستامين.

ويعد الغضب من أكثر العوامل المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب خاصة أمراض الشريان التاجى، حيث أظهرت نتائج البحوث المبكرة لبارفوت مع آخرين وجود علاقة بين الغضب والعداء والإصابة بأمراض الشريان التاجى خاصة لدى أصحاب السلوك نمط أ, وكذلك قد دعمت وجهات نظر عدة وجود ثلاثة عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب خاصة الشريان التاجى, ومن بين هذه العوامل ذُكرَ الغضب العدائى, وفضلاً عما سبق فقد وُجد ارتباط بين السلوك نمط "أ" والغضب, والإصابة بأمراض الشريان التاجى وذلك لدى الإناث اللاتى يتقلدن وظائف إدارية.