الشهب عبارة عن أجسام صغيرة جداً يقل قطرها عن السنتيمتر الواحد ولا يصل وزنها إلى الجرام ، و هي في الغالب نتجت من فتات المذنبات التي تقترب من الأرض ، و تهوى إلى الأرض بفعل الجاذبية حيث تخترق طبقات الجو العليا مخلفة وراءها أثراً و هاجاً مضيئاً ، و تبدأ رؤية الشهب عندما تكون على ارتفاع حوالي 100 كليو متر من سطح الأرض عند دخولها الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي .

و تصل سرعة الشهب إلى حوالي 100000 كم/ساعة ، و نتيجة هذه السرعة الهائلة للشهب فإنها تصطدم مع جزئيات الهواء فترتفع درجة حرارتها نتيجة شدة الاحتكاك وهذه الحرارة العالية تؤدي إلى تأين جزئيات الهواء .

وهذه الغازات المكونة للهواء الجوي تظهر في صورة الوهج الشديد الذي نراه خلف الشهب ، و نتيجة لصغر حجم الشهب فإنها عندما تصل إلى ارتفاع 70 كم من سطح الأرض تقريباً تكون قد احترقت و تبخرت نتيجة شدة الحرارة .

أما إذا كانت الشهب بيرة الحجم نسبياً فإنها قد تخترق الغلاف الجوي .

و تتوقف قدرة الشهب لهذا الاختراق على وزنها وسرعتها و قد حدث في عام 1908 م أن اصطدام أحد الشهب بالأرض في منطقة سيبيريا ، و قد تسبب هذا الاصطدام في حدوث دار وتخريب اعتبره الناس من أكبر الكوارث التي حلت بالكرة الأرضية وقد أحدث انفجار مدوياً كالرعد سمعه كل الناس الموجودين على بعد يزيد عن ألف كيلو متر .

و قد أدى إلى خروج المياه في الأنهار و القنوات من مجاريها الطبيعية فأغرقت كثيراً من الأماكن ، كما تسبب في مقتل العديد من الناس و الحيوانات ، و إتلاف كثير من الزرع والمحاصيل ، و ظلت السماء مضيئة إضاءة شديدة لعدة ليال حتى أن الواقف عند سواحل المحيط الأطلنطي كان يستطيع القراءة على هذا الضوء و قد قدر وزن أحد الشهب بحوالي 100 ألف طن، و سرعته بعشرات الالاف من الكيلو مترات في الساعة .

و صدق الله سبحانه و تعالى " سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق " ( 53/ فصلت ) .