أصدرت أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية فى أبوظبى ديواناً شعرياً للشاعر حمد خليفة أبو شهاب بعنوان "وقفات مع تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة".

والديوان يقع فى 63 صفحة من القطع الكبير, ويقدم نموذجاً لمن يرغبون فى التوثيق الشعرى للأحداث الاجتماعية والتاريخية من دون فقدان جماليات النص العربى الكلاسيكى.

ويتجلى فى الديوان الدور الذى يمكن أن يلعبه الشاعر فى التوثيق التاريخى والاجتماعى حيث استطاع الشاعر حمد أبو شهاب من خلال قصيدة واحدة هى متن الديوان أن يحيط بأبرز المراحل التاريخية التى عاشها مجتمع الإمارات قبل قيام دولة الاتحاد وبعدها.

كما أبرز الدور الذى قام به الأجداد فى حماية الأرض وتعميرها من خلال الانتشار براً والبحث عن الخيرات المكنونة بحراً.

وأبرز الشاعر الدور الريادى والاستشرافى الذى اضطلع به المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه وكيف تعامل مع شعبه تعامل الوالد القائد المربى واستطاع بحنكته السياسية ونظرته العميقة لمسارات الأمور أن يخرج بمجتمع الإمارات من طور تنعدم فيه وسائل التحديث إلى طور جعل منها تعيش فى قلب العالم وتتحاور معه.

وقد ظهرت من خلال هذا الديوان قدرة الشاعر على تطويع المعلومات لتصبح جزءاً من التراكيب الشعرية المجازية والموضوعية.

وقد تضمن الإصدار أيضاً غير القصيدة المذكورة للشاعر فصلا بعنوان رحلة مع النص بتوقيع الدكتور حمزة أبو النصر أشار فيه إلى أن الشاعر بنى نصه وأبدعه وملكة الشعر فيه تصوغ وذاكرة التاريخ عنده تمد وترفد, وأن النص أتى - بداية ونهاية - خطابا إلى من يكون له الخطاب ومن كان بإرادته – بعد الله - ما تحول إليه مسار صنع التاريخ, متناولاً النص بالشرح والتحليل وفق ستة بنود هى – الخطاب – صوت الحق وحال الخلق- الغوص فى أعماق الغوص- وللحياة صور- وللأهل يعرف الفضل – وبالقائد المبتدأ وبه الختام.

كما تضمن الإصدار قصيدة بعنوان سلوا خبيراً بها للدكتور حمزة أبو النصر مهداة إلى الشاعر حمد خليفة أبو شهاب ثم قصيدة من الشاعر حمد خليفة أبو شهاب رداً على قصيدة الشيخ الدكتور حمزة أبو النصر.

والشاعر هو حمد بن خليفة أبو شهاب، شاعر إماراتى ولد فى إمارة عجمان عام 1932 م وتوفى عام 2002 م. قال الشعر وهو صغير السن، له قصائد عديدة بمختلف أنواع الشعر النبطى والفصيح، أهتم بتوثيق التراث الإماراتى من الشعر وأشرف على إصدار عدد كبير من الدواوين الشعرية لشعراء النبط.

حصل على عدة مناصب منها وزيراً مفوضاً بوزارة الداخلية، وعضو لجنة التراث والتاريخ ومدير مكتب وزارة الإعلام والثقافة بالإمارات الشمالية، وهو أول من قدم برنامج الشعر الشعبى عبر تلفزيون الكويت عام 1971، وله عدة مؤلفات ودواوين.

وتعتبر أكاديمية الشعر بأبوظبى أول جهة أدبية متخصصة فى الدراسات الأكاديمية للشعر العربى بشقيه الفصيح والنبطى, وجاءت فكرة تأسيسها استكمالا للاهتمام الذى توليه إمارة أبوظبى للأدب والثقافة بما فى ذلك الشعر الذى يعد مرجعا مهما وأصيلا فى تاريخ العرب.

وعملت الأكاديمية فى برنامجها السنوى على النهوض بالأنشطة الثقافية المتعلقة بالحقل الشعرى وتنظيم محاضرات وندوات بحثية وورش عمل أدبية بمشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين من مختلف دول العالم.

كما يتضمن البرنامج السنوى لأنشطة الأكاديمية إقامة الأمسيات الشعرية لمختلف التجارب من أنحاء الوطن العربى علاوة على اهتمامها بنشر الإصدارات الشعرية الإبداعية منها والعلمية. كما تعمل الأكاديمية على تأسيس مكتبة عامة متخصصة فى دراسات وإصدارات الثقافة الشعبية بمختلف أوجهها ومجالاتها.