تختلف طريقة الدفن من بلد لأخرى ومن طائفة لأخرى باختلاف العقيدة الدينية لأهلها والظروف البيئية للمنطقة، ويقول نبيل زكريا، الباحث فى الاجتماعيات، إن غالبية أصحاب الديانات السماوية تعتمد طريقتهم فى الدفن على الحفاظ على الجثة، وجعلها فى أفضل حال، لأنهم يؤمنون بالبعث بعد الموت.

ويضيف، "كانت الحضارة الفرعونية الأقرب للأديان السماوية فى طريقة الدفن وفى طقوس الدفن، وإن تفوقوا على الجميع فى كيفية حفظ الجسد كاملاً، حتى محتوياته الداخلية التى يمكن أن تفسد الجثة كانوا يحتفظون بها خارجها ويعالجونها بطريقة خاصة لتظل سليمة".

وعن أغرب طرق الدفن يقول، "كان فى مصر الفرعونية طرق وطقوس خاصة فى الدفن، مثلاً أنهم لا يدفنون اثنين معًا أبدًا، كانوا يضعون كل جثة فى مكان منفصل عن الأخرى لأنهم يخشون أن تضل الروح طريقها إلى الجثة بعد البعث، وظل ذلك حتى الأسر المتأخرة فبدأوا يدفنون الرجل مع زوجته فى نفس الغرفة، ولكن فى توابيت منفصلة".

ويضيف، "وفى الهند نجد أنهم لا يدفنون أجساد الموتى، لأنهم يعتقدون أن الروح بعد الموت تبعث من جديد ويخشون عودتها لنفس الجسد، فيحرقون الجثث حتى تتحول إلى رماد، وبذلك يكونون أصحاب أغرب قبر على الإطلاق، فبدلاً من الدفن فى مقبرة تحت أو فوق الأرض، تكون المقبرة هى "برطمان زجاجى"، وحسب".

ويتابع "تعد الأهرامات كذلك من أغرب المقابر، وأكبرها على الإطلاق، وكان لحجم الهرم ومدى فخامته دلالة على مكانة صاحب القبر، ولم يتجرأ أحد من عامة الشعب أن يصنع لنفسه هرمًا أكبر من الأهرامات الثلاثة خوفًا من أن تقطع رقبته، ومن أغرب المقابر أيضًا مقابر صنعتها إحدى الأسر الثرية فى المكسيك على شكل هرم زجاجى".