اظهر مسح طبي تم إجراؤه مؤخراً على المئات من المرضى بأن هناك عوامل مشتركة بين المرضى الذين يعانون من مرض التهاب باطن القدم (Plantar Fascitis) والمعروف أيضاً بمرض مسمار القدم (Heel Spur) من أهمها زيادة الوزن لدى هؤلاء المرضى وانتشار عادة المشي بأقدام حافية على الأرض الصلبة لدى هؤلاء المرضى.
وقد أوصت هذه الدراسة بأن يتم عمل برنامج لتخفيف الوزن وبرنامج تثقيفي حول الأحذية الطبية ضمن الخطوات العلاجية لهؤلاء المرضى. ولكن ما هو مرض مسمار القدم (شوكة الكعب) ؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟التهاب العقب (مسمار القدم) أو ( شوكة الكعب) :هو عبارة عن التهاب غير جرثومي يصيب الأربطة والأوتار في باطن القدم وخصوصاً عند منطقة التقاء هذه الأربطة مع عظمة الكعب في منطقة العقب. وهذا المرض عادة ما يحدث نتيجة الإجهاد المزمن الذي تتعرض له القدم خلال المشي وذلك بسبب الزيادة في وزن الجسم أو الوقوف والمشي لفترات طويلة واستخدام الأحذية غير المناسبة وذات النعل القاسي وكذلك المشي على الأرض الصلبة حافياً مثل المشي داخل المنزل على السيراميك والرخام اللذين شاع استخدامهما في معظم المنازل في السنوات الماضية. وكذلك لأن ثقافتنا لا تشجع على ارتداء الأحذية داخل المنزل مما يؤدي إلى زيادة الإجهاد على باطن القدم. وفي حالات قليلة جداً قد يكون هذا المرض ناتجاً عن خلل في أملاح الجسم أو نتيجة بعض الأمراض الروماتيزمية أو نتيجة كسور قديمة لم تلتئم بشكل صحيح في عظمة العقب.

الأعراض والتشخيص
قد تكون مزمنة وتزداد شدتها مع مرور الوقت وتكون على شكل آلام في مؤخرة الجهة السفلى من القدم تحت عظمة العقب تزداد مع الخطوات الأولى بعد الاستيقاظ من النوم صباحاً أو عند القيام والمشي بعد الجلوس لفترة طويلة وكذلك مع المشي والوقوف. هذه الآلام قد تصبح شديدة ومبرحة لدرجة أنها تسبب عرجاً واضحاً عند المشي وتنغص على المريض حياته وتمنعه من القيام بأبسط الأنشطة اليومية كالتسوق أو حتى المشي داخل المنزل. وعادة ما يتم التشخيص بالفحص السريري الذي يبين وجود آلام شديدة عند الضغط على باطن القدم. أما الأشعة السينية للقدم فإنها قد تبين وجود بروز عظمي تحت عظمة العقب وهو ما يعرفه العامة بمسمار القدم (Heel Spur). هذا المسمار يكون ناتجا عن ترسب الكالسيوم والأملاح في الوتر والرباط المريض وهو لذلك نتيجة لالتهاب الأربطة وليس السبب في المرض. وفي بعض الأحيان قد يتم طلب بعض الفحوصات المخبرية لمعرفة مستوى بعض الأملاح في الدم. أما أشعة الرنين المغناطيسي فنادراً ما يتم اللجوء إليها في الحالات المزمنة والتي لا تستجيب للعلاج.


الخطة العلاجية
الوقاية خير من العلاج وذلك عن طريق المحافظة على الوزن المثالي وتجنب المشي حافياً والحرص على استخدام الأحذية الخفيفة ذات الباطن اللين داخل المنزل وخارجه. أما العلاج فيتكون من الراحة والابتعاد عن المشي لفترات طويلة واستخدام الأدوية المضادة للالتهاب (Anti inflammatory) والأدوية المسكنة للآلام وجلسات العلاج الطبيعي وعمل تمرينات إطالة لباطن القدم (Stretching).( تجد في نهاية الموضوع مجموعة من التمارين المفيدة في هذا المجال )

كذلك ينصح باستخدام بطانة مصنوعة من السيليكون اللين داخل الحذاء.










وفي بعض الحالات يمكن استخدام إبرة الديبو ميدرول الموضعية التي لها خاصية قوية في علاج الالتهابات والتي عادة ما تقضي على الالتهاب بسرعة وفعالية عندما تفشل الحبوب في عمل ذلك. ومؤخراً فإن بعض المراكز توفر العلاج بطريقة الصدمات الصوتية الموضعية التي تزيد من معدل تدفق الدم إلى المنطقة المريضة وبالتالي تساعد على سرعة شفائها. أما التدخل الجراحي فنادراً ما يتم اللجوء إليه وذلك لتنظيف الأغشية الملتهبة واستئصالها من باطن القدم. وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من المرضى تستجيب للعلاج التحفظي، إلا أن التهاب العقب قد يعود ثانية إذا ما تم إهمال العوامل التي تؤدي لظهوره والتي تم ذكرها سابقاً.


مجموعة من التمارين المفيدة

بعد المرحلة الأولى من العلاج سيكون الألم أخف في باطن القدم نتيجة تحسن الالتهابات، وعندئذ يمكن البدء ببعض التمارين. يمكن القيام بهذه التمارين ثلاث مرات باليوم، ومن المستحسن الاستمرار عليها كبرنامج يومي حتى بعد التحسن لتمنع حدوثها مرة أخرى وهي كالتالي:

  1. اجلس على كرسي امسك الأصابع (مقدمة القدم) بيدك.. شد القدم إلى جهة وجسمك حافظ على هذا الوضع من 30 آلة 60 ثانية ثم استرخي وكرر خمس جلسات باليوم. مع المحافظة على ثبات الرجل. يمكن استعمال حزام قماشي تضعه على مقدمة القدم وتشد القدم إليك.

  2. اجلس على كرسي أو على حافة سرير، ضع قدمك على شي اسطواني قاسي أو كرة صغيرة قاسية، اضغط بقدمك على هذا الشي الاسطواني ثم حرك (دحرج) قدمك عليه مدة من 30 إلى 60 ثانية. كرر خمس مرات.

  3. قف على حافة الدرج، إخراج الكعب أو كلاهما خارج الحافة.. حافظ على هذا الوضع 15 – 30 ث ثم كرر ثلاث مرات.

  4. قف بجانب الجدار ثم مل إليه معتمدا على ذراعيك، اجعل إحدى رجليك إلى الأمام مع ثني الركبة…. الرجل الأخرى ممدودة للخلف مع ملامسة كامل القدم للأرض (كعب القدم يلامس الأرض)…. حافظ على استقامة ظهرك… ثم ادفع بحوضك وجسمك إلى الجدار حتى تشعر بشد بعضلة الساق الخلفية حافظ على هذا الشد 30 ثانية ثم استرخي وكرر للقدم الأخرى.


هناك تمارين خاصة للقدم ومنها: تمارين شد أو إطالة عضلة الساق الخلفية، وهي من أشهر الوسائل في تخفيف هذه الآلام إذا استخدمت بطريقة صحيحة وبشكل مستمر كما يلي:

  1. قف أمام الحائط مع وضع القدم المصابة في الخلف، ثم وجه أصابع القدم مباشرة باتجاه الحائط، وأبقي كعب القدم ملامسة للأرض، وأبقي الكاحل – رسغ القدم – في المنتصف والركبة ممدودة.

  2. مل بجسمك للأمام باتجاه الحائط، وستشعر بشد في أعلى عضلات الساق الخلفية.

  3. استمر في وضع الشد لمدة 20 ثانية، وكرر ذلك 3 مرات، وقم بالتمرين 3 مرات يومياً.

  4. قم بنفس التمرين مع ثني الركبة، وسوف تشعر بشد في أسفل الساق، وقف على طرف الدرج ثم أنزل الكعب ببطء حتى تشعر بشد في عضلات الساق الخلفية، واستمر في هذا الوضع لمدة 10 ثوان ثم استرح وكرر ذلك 20