حكاية ( التجارة مع الله ):

كان في( بني اسرائيل) عابد، فلبث أياما لم يطعم هو وعياله شيئا، فقالت له امرأته: لو خرجت فطلبت لنا شيئا .. فخرج، ووقف مع العمال، فاستؤجر العمال ولم يستأجره أحد، وصرف الله عنه الرزق، فقال: والله لأعملن اليوم مع ربي، فجاء إلى ساحل البحر، فاغتسل، وما زال راكعا وساجدا، حتى إذا أمسى أتى أهله، فقالت له امرأته: ماذا صنعت؟ ، قال: قد عملت مع أستاذ لي، وقد وعدني أن يعطيني .. ثم غدا من الغد إلى السوق، فوقف مع العمال، فاستؤجر العمال، ومنع الله عنه الرزق، فقال: والله لأعملن اليوم مع ربي، فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل، ومازال راكعا وساجدا، ثم قال: إلى أين أمضي؟ ، تركت أولادي يتضرعون جوعا ! .. ، تركت أولادي يتضرعون جوعا، وأشم رائحة شواء، وأسمع ضحكا وسرورا، ثم دنا من باب داره، فطرق الباب، فخرجت له امرأته ، وقد حسرت ساعديها، وهي تضحك في وجهه، ثم قالت: يا فلان قد جاءنا رسول أستاذك، جاءنا بدنانير ودراهم وكساء ودقيق، وقال: إذا جاء فلان فأقرؤوه السلام، وقولوا له : إن أستاذك يقول لك: قد رأيت عملك، فرضيته، فإن أنت زدتني في العمل، زدتك في الآخرة.
من كتاب ( مقتطفات من كتب الإمام ابن الجوزي يرحمه الله)
جمع وترتيب مجدي بن واصف العطار