من هو الصحابي الذي قال عنه النبي صل الله عليه وسلم : ((يمشي وحده,ويموت وحده ,ويبعث وحده )) ؟؟؟

" رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ"

لخص لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم شخصيه أبي ذر الغفاري فى كلمات بليغة حكيمة حين قال عنه " ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبى ذر" و يعنى بها نبينا عليه الصلاه و السلام أن ما حملت الأرض و لا أظلت السماء رجل أصدق من أبى ذر و بذلك يتضح لنا أن مفتاح شخصيته هو الصدق

قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم
من سره ان ينظر الى تواضع عيسى فلينظر الى ابي ذر

نشأته في سطور

نشأ فى قبيلة غفار فى شبه الجزيرة العربية و كانت تعيش على ما تعطيه لها القوافل التجارية و أحيانا كانت تقطع الطريق فى حال لم تعطيها القوافل ما يكفيها من المال و اشتهر بحكمته و رجاحه عقله و بعد نظره

اسلامه في سطور

منذ نشأته و هو يستنكر عبادة الأصنام التى كان عليها العرب و يراها تفاهة و فساد و كان يترقب ظهور نبى اخر الزمان الذي سيخرج الناس من الظلمات إلى النور

و عند حدوث ذلك أرسل أخاه إلى مكة لكنه لم يأت له بالخبر اليقين فقرر الذهاب بنفسه للإستماع لهذا النبى الجديد

و عندما أقبل على مكة دخل المسجد و بات فيه ليلته فمر علي بن أبى طالب رضى الله عنه به و علم انه غريب فاصطحبه إلى منزله و بات عنده الليلة و لم يتحدثا فى شئ لأن أبا ذر كان خائفا من أن يكون عليا بن أبى طالب من أعداء محمد و هو يعلم غلظة قريش و شدتهم فى من لا يتبعون آلهتهم و أصبح أبا ذر و جلس فى المسجد حتى المساء فأقبل علي بن أبى طالب رضى الله عنه إليه و اصطحبه إلى منزله و ايضا لم يتحدثا فى شئ .. حتى إذا كانت الليلة الثالثة قال له علي بن أبى طالب رضى الله عنه : ألا تحدثنى عما أقدمك إلى مكة

فقال له أبو ذر : إن أعطيتنى ميثاقا أن ترشدنى لما أريد فعلت
فأعطاه علي الميثاق الذى طلب
فقال أبو ذر :لقد أتيت إلى مكة من أماكن بعيدة أبتغي لقاء النبي الجديد و سماع شئ مما يقوله

انفرجت أسارير علي رضى الله عنه و قال له : إنه لنبي حقا و انه ... و انه ... فإذا أصبحنا فاتبعني حيثما سرت

لم يقر لأبي ذر جفن طوال الليل شوقا للقاء النبي الجديد و سماع شئ مما يقول

و فى الصباح مضى أبا ذر خلف علي بن أبى طالب إلى بيت الرسول صلى الله عليه و سلم حتى إذا دخلا عليه قال أبو ذر : السلام عليك يا رسول الله

فقال الرسول : و عليك سلام الله و رحمته و بركاته

و أخذ الرسول يدعوه إلى الإسلام و يقرأ عليه بعضا من آيات القرآن فما لبث أن أعلن اسلامه و دخل فى الدين الجديد قبل أن يبرح مكانه

دوره فى الدعوة إلى الإسلام

أقام بعد ذلك مع الرسول فى مكة يعلمه القرآن و تعاليم الإسلام و قال له لا تخبر باسلامك أحدا فى مكة ، فإنى أخاف عليك ان يقتلوك

و لكنه أصر أن يجهر باسلامه فى قلب مكة ، فسكت الرسول

فجاء المسجد و قريش جالسون يتحدثون و نادى بأعلى صوته : يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله

فقامو إليه و جعلوا يضربوه حتى دافع عنه العباس عم النبي صلى الله عليه و سلم و قال لهم أتقتلون رجلا من غفار و ممر قوافلكم عليهم

فلما تركوه ذهب للنبي فلما رآه قال له : ألم أنهك عن إعلان اسلامك

فقال : يا رسول الله كانت حاجة فى نفسي فقضيتها

فقال : الحق بقومك و خبّرهم بما رأيت و سمعت و ادعهم إلى الله لعل الله ينفعهم بك و يؤجرك فيهم ، فإذا بلغك أني ظهرت فتعال اليّ

فانطلق أبا ذر حتى أتى منازل قومه فلقى أخاه فقال له : ماذا صنعت ؟قال : صنعت أنى أسلمت و صدقت

قال أخوه : مالى رغبة عن دينك فإني أسلمت و صدقت أيضا

و انطلقا فدعا أمهما و أسلمت هى أيضا

و انطلقت الأسرة المسلمة تدعو غفار إلى الإسلام لا تكل و لا تمل حتى أسلم فى غفار خلق كثير و أقيمت الصلاة فيهم و قال فريق منهم لا نؤمن حتى يأتي الرسول الى المدينة فلما قدم الرسول أسلمو فقال صلى الله عليه و سلم : غفار غفر الله لها و أسلم سالمها الله

مع الرسول

فى الفترة اللى ظل أبو ذر و اسرته فيها يدعو الناس إلى الله كانت قد مضت غزوات بدر و أحد و الخندق و من بعدها قدم إلى المدينة و قطع نفسه لصحبة رسول الله و استأذنه أن يخدمه فأذن له و سعد بصحبته و ظل رسول الله يكرمه و يؤثره حتى إذا لاقاه فى كل مره ابتسم فى وجهه و صافحه

ورد أنه خرج مع رسول الله في غزوة تبوك وكانت راحلته كبيرة فتأخرت في السير فتركها وحمل متاعه وسار خلف الركب فلما أبصره رسول الله قال : رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويدفن وحده ويبعث وحده.

بعد الرسول

أمد الله فى عمر أبى ذر فعاش فى بادية الشام بعد وفاة الرسول حيث لم يطق العيش فى المدينة بدون قائدها و سيدها فعاش هناك فترة خلافة سيدنا أبو بكر و سيدنا عمر رضى الله عنهما و لكنه ما لبث أن ضاق ذرعا بالناس فى دمشق من شدة حبهم للدنيا و تعلقهم بها فدعاه سيدنا عثمان بن عفان إلى المدينة و لكنه لم يطيق حب الناس للدنيا أيضا فأرسله إلى قرية صغيرة بجوار المدينة تسمى " الرَّبْذَة " فأقام بها زاهدا عابدا بعيدا عن الناس

وفاته

توفاه الله فى السنة الثانية و الثلاثون للهجرة .. ومات في الرّبْذَة..المكان الذي إختار الأقامة فيه إثناء خلافة عثمان رضي الله عنه

زوجته جالسة تبكي بجواره وهو يسألها:فيم البكاء والموت حق؟! فتجيبه: لأنك تموت،وليس عندي ثوب يسعك كَفَناً..!! فيقول لها اطمئني...لاتبكي..فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين..وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية .. ولم يبق منهم غيري .. وها أنا ذا بالفلاة أموت .. فراقبي الطريق .. فستطلع علينا مجموعة من المؤمنين .. فإني والله ماكذبت ولا كذبت .. وفاضت روحه إلي الله .. ولقد صدق .. فهذه القافلة التي تسير في الصحراء .. تؤلف جماعة من المؤمنين وعلي رأسهم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه .. الذي ما إن رأي جثمان أبي ذر حتي فاضت عيناه بالدمع وقال .. صدق رسول الله..تمشي وحدك،وتموت وحدك،وتبعث وحدك

نقاط مضيئة

كان أبا ذر رابع ثلاثة فى الإسلام أو خامس أربعة .. أى كان من أوائل من دخلوا فى الإسلام

أبو ذر هو أول من استخدم تحيه الإسلام "السلام عليكم" حين حيا بها الرسول صلى الله عليه و سلم و هو داخل عليه أول مرة مع علي بن أبي طالب و شاعت بعد ذلك

أبو ذر هو من تسبب فى اسلام قبيلة فهو حقا مثالا للإيجابية .. و تحققت فيه نبوءة النبي صلى الله عليه و سلم حين قال له .. لعل الله ينفعهم بك و يؤجرك فيهم

سُمي بأبي ذر عندما وجده الرسول ذات مرة مترب الشعر فقال له , قم أبا ذر

رضى الله عنك يا أبا ذر ...