الكاتب والروائى أحمد بهجت صاحب قلم ربما لا يتكرر ثانية، فقليلاً ما نجد قلمًا مبدعًا يستطيع أن يجمع بين الكتابات الدينية والإنسانية والسياسية، والأدبية، فى الوقت ذاته.

كان عموده اليومى "صندوق الدنيا" بجريدة الأهرام، طريقًا اتخذته أجيال متلاحقة من الشباب، للتعرف على الوجه الآخر للحياة، والمستقبل، والماضى، لما فى لغته من بساطة، وما فى أسلوبه من وضوح، واتخذوه قدوة ونموذجًا يسيرون على نهجه.

يقول عنه الكاتب محمد حسنين هيكل، إنه صحفى من طراز فريد، وقال عنه الدكتور علاء الأسوانى، إنه يستطيع الإمساك بتفاصيل فكرته وتقديمها كاملة إلى القارئ فى أقل عدد ممكن من السطور، مع إمكانيات القصة الواضحة، مثل كتابه الرائع "قصص الحيوانات فى القرآن" الذى لم يكتف فيه بإيراد القصة كما جاءت فى القرآن إذ راح يحلق بها فى آفاق الفن الصافية.

لا يستطيع أحد الحديث عن الكاتب أحمد بهجت، إلا وجاء ذكر كتابه "أنبياء الله"، الذى طبعت منه مكتبة الشروق ما يتجاوز 36 طبعة، نظراً لسرده المبسط والعميق لقصص الأنبياء، بلغة عذبة، وشيقة.

ولد أحمد بهجت فى 15 نوفمبر عام 1932، بالقاهرة، عمل فى بداية حياته بجريدة أخبار اليوم، وتنقل فى الوظائف الصحفية حتى وصل لمنصب نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام.

تزوج بهجت من الناقدة المسرحية سناء فتح الله، وله ولدان هما محمد بهجت الشاعر والكاتب الصحفى، وخالد بهجت المخرج السينمائى.

قدم بهجت برنامج إذاعى يومى شهير فى إذاعة البرنامج العام المصرية بعنوان "كلمتين وبس"، كما كتب سيناريو الفيلم السينمائى "أيام السادات" الذى قدمه بطولة أحمد زكى.

له العديد من المؤلفات أثرى بها المكتبة العربية منها مؤلفات ذات صبغة دينية أبرزها "أنبياء الله" و"الطريق إلى الله" و"بحار الحب عند الصوفية" و"قميص يوسف" و"مذكرات صائم" إضافة إلى "قصص الحيوان فى القرآن" التى أنتجها التلفزيون المصرى فى مسلسل للأطفال هذا العام.

وله كذلك مؤلفات أدبية منها "مذكرات زوج، حوار بين طفل ساذج وقط مثقف، وثانية واحدة من الحب، وتأملات فى عذوبة الكون، وتأملات مسافر".

توفى أحمد بهجت يوم الأحد 11 ديسمبر 2011م، تاركاً خلفه سيرة عطرة، وذكرى عظيمة.