تَطَوِى المَسَافاتِ البَعيدة
فى وِهادِ الحَالكِ المَبثوثِ ليلاً
مِثلَ ليلٍ
فى هُداكْ. . .

تَرجو بأرضِ اللهِ لَحداَ
قابعاً فى مَوتهِ المَسكُونِ بالجثثِ
التى تهوى إنتحابَ الوقتِ نزفاً
حيثُ لا الأطيارُ
تعرفُ مُبتلاكَ
ولا تُقيمُ لكَ العَزاءَ بميتٍ
كلا. .
ولا حَى هُناكْ. . .

كَمْ أنتَ مَخذول الخُطى؟
يا عاثِراً
سَاقَ المُنى فى رَهْطهِ المَهزومِ قَسْراً

فنأت بهِ النَّوقُ العَجُولةُ
تاركاً للناسِ شيئاَ مِن مَساءات الطَّريقِ
وبعضَ ظلٍّ
لا يظلُّ سِوى الهَلاكْ. ..

مَجنونةُ الدَّوَرانِ سَاعةُ وقتِنا
ما أبطأتْ مِنها العَقاربُ لحظَةً
إلا بِموتٍ
فاتَ عن أبوابنا كالطيفِ ليلاً
ثُمّ أسْبلَ إذْ دَعاكْ. . .

لا لنْ يعودَ بِكَ الزَّمانُ
فإن غيمَ العمرِ صيبٌ هاطلٌ
فوقَ الرَّحيلِ. .
وراجعُ الأحلامِ
يغرقُ بالعويلِ. .
وخائبُ المشّوارِ وَهْمٌ
لاحَ كالبرقِ المُلوعِ فى مَداكْ. . .

فصُرتَ حَادى المَوت
تَحدو رَكبَهُ المَخذولَ عِشقاً
بيدَ أن المَوتَ أفعى
الف تَسعى
فى خُطاكْ. . .

كأنَّ ذاكَ الموتَ
يتبعُ حَيلكَ المخبوءَ فيكَ
فما إستطابَ لهُ البقاءُ على البيادرِ حَالماً
إلا ليجنى بعضَ حَصدٍ
مِن جَناكْ. . .

كأنَّ ذاكَ المَوتَ
قد أنهى الخلائقَ كُلَّها
ومَشى إليكْ. .
مُجَنَزا بالصَّمتِ يطلبُ أصغريكْ. .
كأنَّ ذاكَ الموتَ
يحلمُ بالسَّلامةِ
واهماً أنَّ السلامةَ فى يَديْكْ. .
فباعَ أكوانَ الوجودِ لغيهبٍ
وأتى إليكَ كعابرٍ من خوفهِ
يرجو الهُدى فى مُبتغاكْ. . .

كأنَّ أتعَابَ المساءِ
غمامةٌ
قرَّتْ على رحمِ السَّماءِ
بِحَمْلِها
فتناثر الغيثُ الكئيبُ على الطوالعِ
يائساً
فبكى الشقى ملوعاً
فأرفقْ بمَن شَلّتْ يَداكْ. . .