شخصيات ساعدت النبي في الهجرة

تعتبر الهجرة انتصار الرسول صلى الله عليه وسلم على مكائد المشركين حينما حاولوا أسره أو قتله أو اخراجه فقد حفظه الله تعالى من مكائدهم الخسيسة ومؤامراتهم الجبانة الهازلة " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " فقد عاد فاتحاً لمكة التي اخرج منها بعد عشر سنوات ومطهراً لها من الشرك والدنس والارجاس .

وتعتبر الهجرة الحد الفاصل بين المرحلة المكية والمرحلة المدنية وكان الهدف منها الانتقال من مرحلة الدعوة الى مرحلة جديدة وهي بناء وتكوين دولة الاسلام وايجاد أكثر من مكان للمسلمين وبهذا لا تستطيع قريش ومن لف لفها بالكفر محاربة المسلمين على الجبهات الثلاث : مكة و المدينة والحبشة .

فقد نجح الصحابة في اختبار مفارقة الاهل والدار والاموال ونفض الايدي عن غبار الدنيا وحطامها من أجل العقيدة والايمان .

وستأتكلم عن شخصيات وضعت بصماتها في الهجرة وساعدت الرسول صلى الله عليه وسلم فيها وهم :

1) ابو بكر الصديق رضي الله عنه : اول من اسلم من الرجال وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقه في الهجرة " ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا " وسيداً من سادات قريش وأحد اغنيائهم وفي هذه الاستعانة رد على من قال بأن الهجرة كانت هروباً من العذاب والاذى وأن أوائل المسلمين كانوا من الضعفاء والعبيد والفقراء .

2) علي بن ابي طالب رضي الله عنه : ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره وأول من أسلم من الصبيان وأول فدائي في الاسلام حين نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليرد الودائع التي وضعها المشركون عند النبي الى أهلها ( الذين ينوون قتله ) ومع ذلك يرد الامانة لهم وكذلك ليخدع القوم .

أين دور الشباب اليوم في نشر الخير ونهضة بلادنا ؟ .

3) اسماء بنت ابي بكر : صحابية بنت أول خليفة ومن السابقات الى الاسلام , ام عبدالله بن الزبير ولها موقف عظيم امام الحجاج فقد ابلت بلاءً حسناً يوم الهجرة كانت تنقل التموين للرسول صلى الله عليه وسلم وابيها ابي بكر وقد شقت نطاقها نصفين فجعلت في سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما واوكيت بقربته الآخر , فلقبها الرسول ب " اسماء ذات النطاقين " .

أين دور المرأة في زماننا اليوم ؟ وما هو لقبها ؟ هل ذات النطاقين وام الخمار وصانعة الاجيال ؟ أم ... و....

4) عبدالله بن ابي بكر الصديق : ابن اول خليفة للمسلمين وأحد الصحابة الكرام قام بدور المخابرات في الهجرة فقد كان يزود الرسول صلى الله عليه وسلم بتحركات العدو وينقل أخبارهم ساعة بساعة .

5) عامر بن فهيرة : وهم من السابقين الى الاسلام كان مملوكاً فأعتقه ابو بكر رضي الله عنه واستشهد في معركة بئر معونه سنة 4 للهجرة ورفعته الملائكة بين السماء والارض فأسلم قاتله لما رأى المشهد العظيم وكان دوره في الهجرة راعي بسيط قام بمسح آثار النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه كي لا يصل لهما المشركون وقام بدور الامداد والتموين بتقديمه لهما اللبن واللحم .

6) عبدالله بن اريقط : دليل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الهجرة وخبير الصحراء وكان على دين قومه وقد استعان به الرسول في الهجرة لأنه كان ثقة ويعرف طرق الصحراء شبراً شبراً .

7) سراقة بن مالك : صحابي لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابي بكر الصديق رضي الله عنه طمعاً بجائزة قريش المغرية وهي ( 100) ناقة وكان يومها مشركاً لم يسلم بعد فلما وصل للرسول وصاحبه انغرست قدما فرسه في الوحل وتكرر المشهد ثلاث مرات , فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " كيف بك اذا تسورت سواري كسرى " , فقال سراقة : كسرى شاه شاه , قال الرسول : " نعم " , فانصرف سراقة وقال للرسول صلى الله عليه وسلم : هذه كنانتي فخذ منها سهماً فأنك ستمر بأبلي وغنمي في موضع كذا وكذا , فقال له الرسول : " لا حاجة لي فيها " , فقال سراقة لمن لقيه من المشركين : كفيتكم ههنا , فكان أول النهار جاهداً عليهما وآخره حارساً لهما فسبحان مقلب القلوب ! .


وهكذا يبقى صراع الحق والباطل قائماً الى أن يرث الله الارض ومن عليها ولكن في النهاية والخاتمة والعاقبة كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى ..