كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن إنجاز علمى جديد فى علم الوراثة، وصفه أحد العلماء الحائز على جائزة نوبل بـ "إسقاط الفك"، وهو إنجاز أثار خبراء الحمض النووى حول العالم, الذين يعتقدون أن هذا الاكتشاف سيغير قدرتهم على تعديل الجينات الخاصة بكل الكائنات الحية بما فيها البشر.

وأشيد بهذا الإنجاز, ووصف بأنه علامة فارقة فى علم الطب, لأنه يحمل وعودًا بإحداث ثورة فى دراسة وعلاج عدد من الأمراض مثل السرطان والفيروسات المستعصية مثل HIVإلى الاضطرابات الجينية المورثة, مثل النيميا ومتلازمة داون "الأطفال المنغوليين".

فقد أصبح العلماء قادرين لأول مرة على هندسة أى جزء فى الجين البشرىة بدقة متناهية باستخدام تقنية ثورية جديدة تسمى "كريبر", والتى تم تشبيهها بتعديل الحروف الفردية فى أى صفحة يتم اختيارها فى موسوعة دون أخطاء إملائية, وهذا التطور المذهل يعنى أنه أصبح ممكنًا الآن أن نقوم بالتعديلات الأكثر دقة, والمفصلة لأى وضع مجدد فى الحمض النوىى لـ 23 من الكروموسومات البشرية بدون إدخال طفرات غير مقصودة أو عيوب.

وهذه التقنية الجديدة دقيقة للغاية، حسبما تقول الإندبندنت، حتى إن العملاء يعتقدون أنها ستستخدم قريبا فى تجارب العلاج الجينى على البشر, لعلاج الفيروسات المستعصية مثل "إتش أى فى" المسبب لمرض الإيدز، أو للاضطرابات الجينية التى يمكن علاجها حاليا مثل مرض هنتجتون، وربما يستخدم أيضا بتصحيح العيوب الوراثية فى الأجنة البشرية، حسبما يقول العلماء.

وتوضح الصحيفة, أن العلاج الجينى يعتمد حتى الآن إلى حد كبير على طرق غير دقيقة بنسبة كبيرة لتعديل الجين، بما يؤدى لاكتشاف أى فيروسات محورة تحمل كثيرا من المخاطر للمرضى، غير أن الوسيلة الجديدة تمثل تحولا فى الهندسة الوراثية, لأنها تمكن بسهولة وبساطة تتمكن من تحويل أى جزء مرغوب به فى الحمض النووى.

ويقول "مريج ميلو" من كلية الطب بجامعة ماسوشستس الأمريكية, والحاصل على جائزة نوبل فى الطب عام 2006، إن تقنية كريسب هائلة للغاية، وهى قوية بشكل لا يصدق .